يثير إعلان شركة إيرباص الأوروبية عن طلبها إجراء تعديلات فورية على ستة آلاف طائرة من طراز "إيه 320" حالة من القلق في قطاع الطيران العالمي، وسط مخاوف متزايدة من احتمال حدوث تأخيرات وإلغاءات واسعة للرحلات الجوية خلال الأيام المقبلة. ويُعد هذا الإجراء واحداً من أضخم عمليات الاستدعاء التي تشهدها الشركة خلال تاريخها الممتد لأكثر من خمسة عقود، ما يعكس حساسية المشكلة وأهميتها بالنسبة لسلامة التشغيل.

ويأتي هذا القرار بعد أسابيع قليلة فقط على تحقيق طائرة A320 إنجازاً لافتاً بتفوقها على منافستها الأميركية بوينغ 737 كأكثر طراز تم تسليمه عالمياً. إلا أن هذا التطور الإيجابي سرعان ما تبدل بعدما اكتشفت الشركة الحاجة لإجراء تعديل عاجل على البرمجيات المستخدمة في آلاف الطائرات التي يعتمد عليها جزء كبير من شركات الطيران حول العالم.

وبحسب ما أكدته الشركة، فإن نحو 3 آلاف طائرة من عائلة A320 كانت تحلّق في الجو لحظة صدور التوجيهات، ما يزيد من حجم التحدي ويُبرز ضرورة تنفيذ الإجراء بسرعة وبدقة. وتشير النشرة الموجهة لشركات الطيران إلى أن الإصلاح المطلوب يتمثل أساساً في العودة إلى برمجيات سابقة، على أن يتم التطبيق قبل السماح للطائرات بالإقلاع من جديد، وهو ما يعني ضرورة خروج أعداد ضخمة من الطائرات من الخدمة لفترات قصيرة لتنفيذ التعديل.

توقّعات بشلل مؤقت… وشركات الطيران تستعد

أقرت عدة شركات طيران عالمية بأن تنفيذ التعديلات قد ينعكس مباشرة على جداول الرحلات، مع احتمال حدوث تأخير أو إلغاء للعديد من الرحلات خلال الأيام المقبلة. وتقول محللة الطيران سالي جيثين لهيئة "بي بي سي" إن الوضع الحالي "غير مألوف إلى حد كبير"، مؤكدة أن حجم الاضطراب سيعتمد على كيفية تحرك كل شركة طيران ومدى سرعتها في تحديث البرمجيات.

من جانبها، أوضحت هيئة تنظيم الطيران في المملكة المتحدة أن تنفيذ تحديثات البرمجيات قد يؤدي إلى "بعض التعطيل" في حركة الطيران، مشيرة إلى أن الوضع تحت المتابعة الدقيقة لتقليل الخسائر التشغيلية قدر الإمكان.

في المقابل، حاولت الحكومة البريطانية طمأنة المسافرين، إذ أكدت وزيرة النقل هايدي ألكسندر أن تأثير الاستدعاء على شركات الطيران البريطانية "لن يكون كبيراً"، مشيرة إلى أن الشركات لديها القدرة على إدارة العملية دون تعطيل واسع.

وبينما تتحرك إيرباص لضمان سلامة طائراتها، يبقى الركاب حول العالم في انتظار ما ستسفر عنه الساعات المقبلة، وسط توقعات بأن تستقر الأوضاع تدريجياً بعد الانتهاء من الجزء الأكبر من التحديثات المطلوبة.