تطور النقل الذكي في المملكة العربية السعودية
تشهد المملكة العربية السعودية تقدمًا ملحوظًا نحو عصر جديد من النقل الذكي المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تتنوع المبادرات من السيارات ذاتية القيادة إلى الروبوتات المستقلة التي تقدم خدمات توصيل الطلبات، وكل ذلك يأتي ضمن جهود التحول الشامل لرؤية 2030. يعتبر عام 2025 علامة فارقة في رحلة المملكة نحو مستقبل التنقل، حيث تسعى إلى إقامة شراكات عالمية وتعزيز البنية التحتية لنظام لوجستي ذكي ومستدام. تتماشى هذه الجهود مع استراتيجية الهيئة العامة للنقل البري، التي تهدف إلى أن تشكل المركبات ذاتية القيادة 25% من أسطول نقل البضائع في المملكة بحلول عام 2030.
الابتكار في وسائل النقل
في يوليو 2025، قام وزير النقل والخدمات اللوجستية، صالح الجاسر، بإطلاق المرحلة التجريبية لمركبات “روبو تاكسي” التابعة لشركة WeRide في العاصمة الرياض، بالشراكة مع “أوبر” و”أي درايفر”. يغطي المسار التجريبي طرقًا رئيسية تربط بين مطار الملك خالد الدولي ومركز المدينة. أكد ريان زان، المدير الإقليمي لـ WeRide في الشرق الأوسط وإفريقيا، أن دخول السوق السعودي يمثل خطوة محورية في خطة التوسع العالمية للشركة، مشيرًا إلى أن المملكة كانت قد منحت “روبو تاكسي” أول تصريح رسمي للقيادة الذاتية.
تظهر البيانات الطلب المتزايد على حلول النقل في السعودية، حيث يستخدم حوالي 104 ملايين راكب وسائل النقل العامة سنويًا ويجري 349 مليون رحلة عبر الحافلات بين المدن. كما زادت رحلات النقل التشاركي بنسبة 26% وطلبات تطبيقات التوصيل بنسبة 27% بين عامي 2023 و2024، لتتجاوز الطلبات 290 مليون طلب. في هذا السياق، أطلقت شركة “جاهز” بالتعاون مع مجموعة “روشن” أول روبوت توصيل مستقل من المستوى الرابع في منطقة روشـن فرونت، حيث يتواجد خمسة روبوتات مزودة بتقنيات متطورة تتضمن أكثر من 20 مستشعرًا وست كاميرات ونظام GPS.
وأشار محمد البراك، الرئيس التقني لـ “جاهز”، إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية الشركة لتعزيز الأتمتة في قطاع الخدمات اللوجستية، مؤكدا أن الروبوتات المستقلة ستساهم في تحسين عمليات التوصيل داخل المجمعات السكنية المغلقة في المستقبل. وكرّست الهيئة العامة للطرق جهودها لإصدار “مدونة المركبات ذاتية القيادة” التي تلزم بتركيب أجهزة اتصال ذكية على الطرق لنقل بيانات الحركة المرورية وحالة الطرق مباشرةً إلى أنظمة القيادة الذاتية.
بفضل الاستثمار القوي والتنظيم الفعال، تضع المملكة نفسها في مقدمة الدول الإقليمية في التحول نحو النقل الذكي، مما يعزز مكانتها كوجهة عالمية للتقنيات المستقبلية.
