
مع اقتراب خطبة الجمعة القادمة يزداد اهتمام الأفراد بما تحمله من رسائل ودروس قيمة تعكس جوهر الدين الإسلامي وتعزز وعي المجتمع، وتعمل على ترسيخ القيم الأخلاقية والاجتماعية في نفوس المسلمين. فالمجتمع المسلم بطبيعته يسعى دائمًا لفهم معاني الخطاب الديني والتدبر في مضامينه، لا سيما فيما يتعلق بالأمور التي تؤثر على حياته اليومية و سلوكياته.
خطبة الجمعة القادمة
الخطبة الأولى من خطبة الجمعة القادمة إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، في هذه الخطبة يستعرض الخطباء حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي شبه المؤمن بالنخلة، فهي شجرة مباركة ثابتة الأصل دائمة العطاء لا يسقط ورقها ودائما ما تعطي ثمارها:
- وتؤكد الخطبة على أن التفكير فريضة إسلامية وعبادة قلبية وعقلية إذ أمر الله تعالى عباده بالتفكر في خلق السماوات والأرض، وجعل التأمل وسيلة للوصول إلى اليقين والإيمان الحق.
- كما تشدد على أهمية تنمية الفكر النقدي والابتعاد عن التقليد الأعمى الذي يؤدي إلى الجهل والتعصب مع التأكيد على أن العقل هو أداة التمييز بين الصواب والخطأ، وأن الإسلام دين يدعو إلى العلم والمعرفة والانفتاح على الحقائق النافعة للبشرية.
الخطبة الثانية أهمية حفظ النفس وصيانتها من مقاصد الشريعة
تركز الخطبة الثانية على موضوع حفظ النفس فقد جعل الإسلام النفس الإنسانية أمانة مصونة ومحرمة إلا بالحق فهي من أعظم نعم الله على عباده، ولذا جاءت الأحكام الشرعية لحمايتها وصونها من كل ما قد يضرها أو يهدد سلامتها:
- وتوضح الخطبة أن حفظ النفس لا يقتصر على الجانب الجسدي فقط، بل يشمل أيضا صيانتها من الانحرافات السلوكية والأمراض الفكرية والأخلاقية، كما تؤكد على أن حماية النفس واجب على الفرد والمجتمع والدولة معا.
- داعية إلى الالتزام بالتعليمات الشرعية والطبية التي تضمن سلامة الإنسان، والابتعاد عن كل ما يهلكه من مخدرات أو اعتداء أو إهمال للصحة العامة، لأن النفس أمانة يجب صونها ويسأل عنها العبد يوم القيامة.