موجة حرّ وحرائق غابات تعصف بأوروبا
تشهد أوروبا هذا الأسبوع موجة حرّ شديدة، مما أدى إلى تفاقم حرائق الغابات، خاصة في شبه الجزيرة الأيبيرية. في إسبانيا، سجلت عشرات الحرائق بمستويات مختلفة من الشدة، حيث لقي رجل حتفه في حريق اشتعل مساء الاثنين في بلدة تريس كانتوس، شمال مدريد، والذي أتى على أكثر من ألف هكتار. وأدت الحروق التي أصيب بها إلى تغطية أكثر من 90% من جسمه. وعلق رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على الحادث عبر منصة إكس، محذراً من خطر حرائق الغابات.
اضطر الآلاف إلى قضاء الليل في أماكن غير منازلهم، مع تنفيذ عمليات إجلاء طارئة في بعض الحالات. في فرنسا، أعلنت السلطات حالة الطوارئ في 14 مقاطعة لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة. وفي تعبير عن قلقه، صرح أحد العاملين في جمعية في مدينة ليون بأن “الجو خانق”. وأشار خبير الأرصاد الجوية أكشاي ديوراس من جامعة ريدينغ إلى أن هذه الموجة ليست غير متوقعة، بل نتاج قبة حرارية فوق أوروبا نتجت عن تغير المناخ، مما يزيد من تكرار وشدة موجات الحر.
تأثير الجفاف على أوروبا
تتزايد المخاوف بشأن نقص المياه في إنجلترا، حيث تُعتبر هذه القضية الآن “من المسائل الوطنية”. وقد كان النصف الأول من عام 2023 الأكثر جفافًا منذ عام 1976، مما يثير القلق بشأن تأثيرات التغيير المناخي على القارة الأوروبية. وفي جنوب إسبانيا، تم تفادي كوارث محتملة في مناطق سياحية شهيرة بعد أن تجدد حريق قرب تاريفا.
قال أنطونيو سانز، مستشار الشؤون الداخلية في الحكومة الإقليمية للأندلس، إنهم عاشوا “لحظات من الخطر الشديد”. وقد أصيب أحد عناصر الحرس المدني خلال عمليات الإجلاء، ولكن تمت إعادة مئات الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم في وقت قياسي، بينما لا تزال بعض الحرائق مشتعلة.
أما في البرتغال، فلا تزال ثلاثة حرائق نشطة، بما في ذلك حريق ترانكوسو الذي يحاول 700 عنصر إطفاء السيطرة عليه. ويشير تخوف السلطات من إحياء يوم صعب بسبب توقعات ببلوغ درجات الحرارة 44 مئوية في الجنوب. كما يواجه الجنوب الشرقي من أوروبا تحديات كبيرة مع استمرار 14 بؤرة حريق نشطة في ألبانيا، بالإضافة إلى حرائق في مونتينيغرو وكرواتيا، مما يؤكد على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لمواجهة هذه الكوارث الطبيعية المتزايدة.