إسبانيا تطلب دعمًا أوروبيًا عاجلًا لمواجهة حرائق الغابات

إسبانيا تطلب دعمًا أوروبيًا عاجلًا لمواجهة حرائق الغابات

حرائق غابات في إسبانيا تكشف الكارثة البيئية

تشهد إسبانيا أزمة بيئية غير مسبوقة نتيجة أسوأ موجة حرائق غابات في تاريخ البلاد، حيث انتشرت ألسنة اللهب على المنحدرات الجنوبية لجبال بيكوس دي يوروبا. هذه الأوضاع دفعت السلطات إلى إغلاق جزء من مسار كامينو دي سانتياغو الشهير، الذي يمتد لمسافة 50 كيلومترًا ويعتبر واحدًا من أهم مسارات الحج في أوروبا.

حرائق تاريخية تتسبب في دمار هائل

أثرت موجة حر قياسية استمرت 16 يومًا بشكل كبير حيث تشهد البلاد حرائق متعددة بسبب درجات حرارة بلغت أكثر من 45 درجة مئوية، وفقًا لوكالة الأرصاد الجوية الإسبانية (Aemet). تصدرت هذه الموجة قائمة أطول موجات الحر على مدار التاريخ، حيث اشتعلت مئات الحرائق. حتى الآن، تم إحراق أكثر من 344 ألف هكتار من الأراضي في إسبانيا منذ بداية عام 2025، وهو رقم يتجاوز أربعة أضعاف المعدل السنوي المعتاد، ويماثل مساحة جزيرة مايوركا بالكامل.

وفي البرتغال المجاورة، التهمت النيران 216 ألف هكتار، مما يجعلها واحدة من أسوأ مواسم الحرائق في العقدين الأخيرين. وفي إسبانيا، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى أربعة أشخاص، بما في ذلك رجل إطفاء توفي أثناء أداء واجبه عند انقلاب شاحنة خلال عمليات مكافحة النيران.

استجابة الحكومة وتحركات دولية

استجابةً للأزمة، أرسلت الحكومة الإسبانية 3000 جندي و50 طائرة لمساندة جهود الإطفاء، كما أعلنت المديرة العامة للطوارئ فرجينيا باركونيس. العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وإيطاليا وألمانيا، قدمت الدعم من خلال آلية الحماية المدنية الأوروبية.

في الوقت نفسه، انتقد الحزب الشعبي المعارض الحكومة لعدم استعدادها لموسم الحرائق، بينما دعا رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إلى وضع “ميثاق وطني لمواجهة التغير المناخي”، إلا أن المعارضة وصفت تلك الدعوة بأنها “محاولة للتشتيت السياسي”.

تأثير الكارثة على السكان والحجاج

عانت بلدة بلاسيـوس دي خاموث بشكل خاص إذ دمرت الحرائق صفوفًا كاملة من المنازل. وعبرت داليا لوباتو عن آلامها، قائلة: “إننا فقدنا شبابًا كانت حياتهم مليئة بالأمل … سنقوم بالزراعة من جديد، وإن لم أرهُن تكبر الأشجار، سيراه أبنائي.”

أما الحجاج الذين انقطعوا عن مسارهم على طريق كامينو دي سانتياغو، فقد عبروا عن تضامنهم مع أهل البلدة. حيث قال الحاج الفرنسي باتريس لوبيتر (75 عامًا): “يمكننا العودة العام المقبل لإكمال الرحلة، لكن السكان هنا يواجهون بلا خيار بديل.”

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *