ابتكار روبوت ذكي لأتمتة فن الوشوم

ابتكار روبوت ذكي لأتمتة فن الوشوم

قد تتحول عملية وشم الجسم إلى نظام آلي بالكامل بفضل تقنية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات الرؤية الحاسوبية. يُعرف هذا النظام باسم “بلاك دوت”، وتم تطويره بواسطة شركة ناشئة تحمل نفس الاسم ومقرها في أوستن، تكساس. يهدف هذا النظام إلى تطبيق الأوشام بدقة عالية على الجلد، حيث يتركز العمل حالياً على الأوشام بتدرجات الرمادي المخصصة للأجزاء المسطحة أو شبه المسطحة من الجسم، مثل الذراعين والساقين، مع خطط للتوسع في استخدامه على مناطق أخرى مثل الصدر وظهر الكتفين.

يعتمد النظام على جهاز آلي مزود برأس حبر وإبرة يمكن رفعها وخفضها بدقة لتحديد المواقع المستهدفة. تبدأ العملية بإدخال تصميم الوشم في برنامج يعمل بالذكاء الاصطناعي، حيث يقوم المستخدم بتحديد حجم الصورة وتحويلها إلى صيغة (tattoo) ملائمة للجهاز. بعدها، يقوم الجهاز بتنفيذ عملية التلوين من خلال إحداث ثقوب دقيقة للغاية بقطر 0.25 مم في الطبقة العليا من الجلد، وهو حجم أصغر من شعرة الإنسان، لتطبيق الحبر الأسود وتشكيل النقاط.

يحتوي النظام على كاميرا مدمجة وجهاز ليزر يقومان بتحليل النقاط التجريبية ومقارنتها بقاعدة بيانات تحتوي على نماذج تم تطبيقها على أنواع مختلفة من الجلد وعمق الثقوب، مما يتيح ضبط الإعدادات اللازمة للحصول على نقاط مثالية للوشم الرئيسي. تُطبق هذه النقاط واحدة تلو الأخرى، بينما يقوم نظام شفط مدمج بإزالة الحبر الزائد والسوائل الأخرى أثناء عملية التحبير. تُعد هذه الطريقة أسرع وأقل ألمًا وأكثر دقة من الرسم اليدوي، نظرًا للثقوب الأقل عمقًا والتحكم الآلي الكامل.

التصاميم المستخدمة في هذا النظام تأتي من فنانين يتقاضون عمولة في كل مرة يختار فيها عميل أحد أعمالهم. يمكن الوصول إلى التصاميم عبر خادم سحابي مرتبط بأي جهاز “بلاك دوت” حول العالم، مع القدرة على تقييد عدد مرات استخدام تصميم معين للحفاظ على تميزه. تم استخدام النموذج الأول للجهاز منذ أبريل في مركز بانغ بانغ تاتو في نيويورك، حيث حظى بتعليقات متنوعة من مجتمع الوشم. تخطط الشركة لتأجير الجهاز لاستوديوهات الوشم وتبحث حاليًا عن مستثمرين لدعم عملية التوسع.

صرح الرئيس التنفيذي للشركة، جويل بينينجتون، أن هذا الابتكار يمثل خطوة كبيرة في إعادة تعريف ما هو ممكن في عالم الوشم، مما يجعل العملية أكثر سهولة ودقة، ويعتبر أن هذه التقنية قد تفتح آفاق جديدة أمام هذا المجال التقليدي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *