الاحتجاجات الداعمة لفلسطين في أستراليا
عندما تسعى أستراليا لتنظيم فعالية معينة، يكون ميناء سيدني، الذي يحتضن دار الأوبرا والجسر الشهير، هو الوجهة المفضلة لها. ولذلك، اختار منظمو الاحتجاجات الصغيرة المؤيدة للفلسطينيين، التي تُعقد بشكل دوري منذ غزو إسرائيل لغزة في عام 2023، الجسر لإيصال صوتهم بشأن مواقف المجتمع المتزايدة تجاه النزاع، سواء داخليًا أو خارجيًا.
في يوم الأحد، تدفق ما لا يقل عن 90 ألف شخص إلى جسر ميناء سيدني، حاملين معهم اللافتات والأعلام والمظلات، وسط رياح باردة وأمطار غزيرة، وفق تقديرات الشرطة. وقدّر المنظمون العدد بنحو 300 ألف مشارك. وأكدت وزيرة الخارجية بيني وونغ أنها لم تُفاجأ بحجم المشاركة الذي ظهر خلال الاحتجاج.
تأثير الاحتجاجات العالمية
حسبما صرح المنظم جوش ليز، فإن فكرة التظاهر فوق جسر ميناء سيدني كانت جريئة ولكنها ملهمة، وستجذب انتباه أولئك الذين تأثروا بمشاهد الرعب في الصراع. وقد ساعد دعم الفنانين المؤيدين للفلسطينيين في مهرجان غلاستونبري، بالإضافة إلى فوز المرشح الديمقراطي لبلدية نيويورك زهران ممداني الذي حصل على تأييد بعض الأوساط اليهودية رغم انتقاده لإسرائيل، في تعزيز هذه الحماسة.
كما ذكر ليز أنه لم يكن هذا الدعم مقتصرًا على مجموعة واحدة، بل إن دعوات المساندة أتت من شريحة واسعة من المجتمع، تشمل الجماعات الدينية والنقابات وأعضاء البرلمان، مما يُظهر ارتفاعًا في مشاعر الرعب والغضب بشأن الأحداث الجارية. ويرى ليز أن هذا الحشد الكبير، رغم ظروف الطقس الصعبة، يُظهر رغبة الأستراليين في تحرك حكومتهم تجاه القضية الفلسطينية.
ويضيف ليز أن تنظيم هذه المظاهرة الضخمة ساعد في إشعال الأمل في تغيير المواقف العالمية، حيث أصبحت الجماهير تُدرك الأكاذيب والدعاية المؤيدة لإسرائيل التي تعرضوا لها لفترة طويلة. ويستعد المتظاهرون الآن للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية بشكل أقوى من أي وقت مضى، مما يُشير إلى أن المدّ قد بدأ في التغير.