
قدمت مجموعة من الباحثين من جامعة لينكولن ومختبر أبحاث توشيبا أوروبا في كامبريدج وجامعة سري وجامعة ولاية أريزونا والمعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا (KAIST) استراتيجيات حسابية جديدة تهدف إلى منع انزلاق الأشياء من قبضة اليد الروبوتية. تعمل هذه الاستراتيجيات عن طريق تعديل المسارات التي تتبعها اليد الروبوتية أثناء تنفيذ الحركات اليدوية، بحيث يتعين على الروبوتات أن تكون قادرة على الإمساك بالأشياء بشكل موثوق، بغض النظر عن أشكالها أو قوامها أو أحجامها، دون إسقاطها.
وحسب ما أفاد به موقع “Techxplore”، تم تقديم هذا النهج الجديد، الذي يعتمد على وحدة تحكم روبوتية واستراتيجية لتعديل المسارات مستوحاة من علم الأحياء، في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Nature Machine Intelligence.
عندما تحمل شيئًا هشًا أو زلقًا وتلاحظ أن هذا الشيء ينزلق، فإنك لا تضغط عليه بشكل أكبر فحسب، بل تعدل حركاتك بمهارة من خلال إبطاء أو إمالة يدك أو تغيير موضعها للحفاظ عليه. لكن الروبوتات حتى الآن كانت تعتمد على زيادة قوة القبضة فقط لمنع الانزلاق، وهو ما قد لا ينجح دائمًا، وقد يتسبب في تلف الأشياء الحساسة. لذا يسعى الباحثون إلى تدريب الروبوتات على التصرف بطريقة أقرب إلى البشر في مثل هذه الحالات.
كان الهدف الأساسي من الدراسة التي أجراها جلامزان وزملاؤه هو تطوير وحدة تحكم قادرة على التنبؤ بموعد انزلاق جسم ما من قبضة الروبوت وضبط حركاته وفق ذلك، تماماً كما يقوم البشر بتعديل حركاتهم عند التعامل مع الأجسام.
تعتمد الوحدة التي قاموا بتطويرها على استراتيجية تعديل المسار المستوحاة من علم الأحياء، مما يكمل الأساليب التقليدية لتعديل قوة القبضة، ويتيح استراتيجيات تحكم أكثر مرونة. كما أن العلماء عملوا على إنشاء نموذج داخلي مبني على البيانات يتيح للروبوت توقع الأحاسيس اللمسية التي قد يختبرها، وتُستخدم هذه التوقعات للكشف عن حالات الانزلاق وضبط الحركات لمنعها.
تمكن وحدة التحكم الجديدة الروبوتات من إبطاء الحركة وتغيير الاتجاه والتح adapt إلى وضعية اليدين في الوقت الفعلي، بدلاً من الاكتفاء بزيادة القوة لضمان عدم الانزلاق. هذه الاستراتيجية يمكن أن تساعد في تقليل خطر كسر الأشياء الهشة عند التعامل معها. كما تعمل طريقة تعديل المسار في حالات معينة حيث لا يمكن تغيير قوة القبضة، مما يتيح تفاعلات أكثر سلاسة وذكاءً مع مجموعة واسعة من الأغراض.