
عُقدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء، حيث ألقى الشيخ أحمد النور محمد الحلو، المفتي العام لجمهورية تشاد، كلمة تناولت أهمية البحث في مجالات العلم والابتكار وعلاقتها بالفتوى. وقد أكد أن السعي في هذا المجال ليس وليد العصر الحديث، بل هو نهج تاريخي لخدمة الفرد والمجتمع.
وأشار إلى أن البشر يسعون لمحاكاة سنن الكون التي أرادها الله، ورغم وجود انتقادات من البعض، إلا أن هناك نتائج إيجابية يمكن توجيهها حسب الحاجة. وتحدث عن الذكاء الاصطناعي كظاهرة مميزة في عصرنا، مشددًا على ضرورة توجيهه لخدمة الصالح العام، معبرًا عن تقديره لجهود دار الإفتاء المصرية في سد الفجوة المعرفية في هذا المجال.
عبر الشيخ أحمد الحلو عن امتنانه للدكتور نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، وفريق العمل بالأمانة العامة على دورهم في دعم هذا المجال. كما تناول واقع تشاد وما تتمتع به من ثروات طبيعية وكيف تسعى الدولة للاستفادة منها في التنمية، ملمحًا إلى جهود العلماء التشاديين في تأسيس المدن القرآنية والمراكز التعليمية.
في ختام كلمته، أبدى المفتي العام فخره بتكريمه بجائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي لهذا العام، معتبرًا أن هذا التكريم يعكس تقديرًا لبلاده. وذكر أن اسم الإمام القرافي له مكانة كبيرة في تشاد، حيث توجد مؤسسة علمية تحمل اسمه منذ عشرين عامًا.
كما أعرب عن تفاؤله بمستقبل الدين في ظل وجود الأزهر الشريف ودار الإفتاء، واعتبر أن مفتي مصر يمثل مرجعًا للعالم الإسلامي.
تجدر الإشارة إلى أن الشيخ أحمد النور محمد الحلو وُلِد عام 1946 في تشاد، وتلقى تعليمه في السودان حيث اكتسب علوم الفقه واللغة العربية. تولى عدة مناصب دينية مرموقة، منها المفتي العام لجمهورية تشاد منذ عام 2013. وقد أسس مجمعًا علميًا يهدف إلى نشر التعليم الشرعي ومكافحة التطرف.
نظراً لجهوده، منحته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي لعام 2025، وهي جائزة دولية تُكرم الشخصيات التي تُسهم في تعزيز الاعتدال ومحاربة التطرف.