صمت الأمة أمام مجزرة غزة
يعبّر الأستاذ محمد كوكطاش عن شعور العجز والألم الذي يخيم على الجميع إزاء المجزرة التي تحدث في غزة، حيث ينتقد المواقف المخزية لبعض الشعوب والدول القوية مثل تركيا ومصر والسعودية التي لم تغير من وضعها المترف ولم توقف المأساة. ويشير إلى أن التاريخ سيسجل هذا الصمت والتقاعس كعار على الأمة.
تقاعس الدول وأنين الشعوب
لم يكن في تصوّرنا أننا سنصل إلى هذا المستوى من العجز. كنا دائمًا نحاول أن نحافظ على الأمل بأننا سنستطيع فعل شيء لوقف هذه المجزرة في يوم ما. ولكن الآن نشعر بالقهر لأننا لا نفعل شيئًا، ولأن ما قمنا به لم يحقق أي نتيجة. ونحن نموت قهرًا لأننا نبحث في كل مرة عن أحد لنتهمه بالقصور.
لو كانت المجزرة تحدث في مكان بعيد، لكان لدينا بعض العذر. إذا كان المسلمون يُقتلون ويُشردون في كشمير، أو ميانمار، أو الفلبين، أو في أماكن نائية في أفريقيا، لوجدنا في بعد المسافة مبررًا لنا. لكن أن تحدث واحدة من أعظم الكوارث في قلب العالم الإسلامي، خصوصًا في الدول القوية مثل تركيا ومصر والسعودية، فهذا الأمر يجعله أكثر قسوة.
من المقلق أن نرى أطفالًا يموتون جوعًا وعطشًا خلف الأسلاك والجدران، بينما يتمتع المسلمون خلف تلك الجدران بموائد فاخرة وتفيض بالشبع. يبدو أن لا شيء من احتجاجاتنا أو مسيراتنا أو خطابات السياسيين الحماسية قد أوقف المجرمين. فالإبادة التي يرتكبها هؤلاء لا تتراجع ولا تتوقف.
أما ما يزيد الألم، هو أننا نقول دومًا: “نموت قهرًا!”، ولكن لا يبدو أننا نعيش فعلاً تجربة ذلك القهر. هل يمكننا أن نتوقع من التاريخ أن يكتب شيئًا غير ذلك؟ في يوم من الأيام، حين تعود البصيرة، سيسجل التاريخ: “في زمن كانت فيه تركيا القوة العسكرية العظمى في الشرق الأوسط، وقعت في غزة إبادة ومجزرة غير مسبوقة”.
سيذكر التاريخ أيضًا أن الشعب التركي، الذي كان يعتبر نفسه من بين الأكثر شجاعة وإيمانًا، لم يفعل الكثير وكل تلك الفخر لن يغير ما حدث في غزة. أتظنون أنه ستظهر أي جوانب أخرى في هذه الرواية؟
أسأل الله أن يرفع عنا هذا البلاء وأن يجعل من يوم الجمعة القادمة يوم خير وبركة.