تصريحات الأمير تركي الفيصل بشأن غزة
أثارت التصريحات التي أدلى بها صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية، على شبكة CNN اهتمامًا كبيرًا فيما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة ومواقف القيادة السعودية. فقد أبدى سموه تقييمًا نقديًا لسياسات الحكومة الإسرائيلية، مع تسليط الضوء على جوانب رئيسية تعكس موقف المملكة تجاه الأحداث في المنطقة.
وجهة نظر الأمير حول أحداث غزة
انتقد الأمير تركي الفيصل خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرًا تصريحاته محاولة لتبرير أفعال تصفها بعض الجهات بـ “الإبادة الجماعية” و”التطهير العرقي” ضد الفلسطينيين. وأكد سموه أن الوضع في غزة يشبه “سجنًا مفتوحًا” يعاني فيه السكان من ظروف حياتية قاسية. كما أبدى معارضته لفكرة إتاحة الفرصة للمدنيين لمغادرة القطاع، مشددًا على أن المبادرة الإسرائيلية غير قابلة للتنفيذ في ظل رفض كل من مصر والسعودية استقبال اللاجئين، مما يعكس تعقيد الوضع الإنساني في غزة. في هذا السياق، جدد الأمير الفيتصريحات السلبية للمملكة العربية السعودية تجاه فكرة التطبيع مع إسرائيل، طالما بقي نتنياهو في منصبه، واصفاً إياه بألقاب مثل “القاتل” و”المجنون”. وحذر سموه من توسع نفوذ إسرائيل في المنطقة وفق رؤية تمتد من النيل إلى الفرات، محذرًا من المخاطر الكبيرة التي قد تترتب على ذلك فيما يخص الاستقرار الإقليمي. وكشف الأمير عن وجود خطة سعودية-فرنسية بديلة تهدف إلى إنشاء وقف لإطلاق النار وإعادة بناء السلطة الفلسطينية لتكون كيانًا مدنيًا يسعى لتحقيق السلام. وأكد على ضرورة استنفار عالمي، داعيًا الدول العربية والإسلامية والأوروبية إلى اتخاذ موقف واضح في الأمم المتحدة ضد ما وصفه بـ “الخطة الإجرامية” التي قدمتها الإدارة الأمريكية في محاولاتها لحل النزاع. كما نبّه الأمير إلى أن استمرار القمع والدمار الاقتصادي في غزة والضفة لن يؤثر على مقاومة الشعب الفلسطيني، بل من المتوقع أن يعزز من قوتها، محذرًا من نتائج كارثية قد تنتج عن هذا النهج إذا استمر. تترقب الأوساط السياسية ما قد تسفر عنه هذه التصريحات من تغيرات في المواقف الإقليمية والدولية تجاه الأوضاع الراهنة في غزة وتطلعات الشعب الفلسطيني نحو الحرية والعيش الكريم.