
مفهوم النجاح في حياة الإنسان
أكد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن كلمة “النجاح” تعد من أكثر الكلمات المفضلة لدى البشر في كافة الأزمنة والأماكن. وأوضح أن النجاح ليس مجرد مرحلة زمنية تعبر في حياة الفرد، بل هو رحلة ممتدة تتطلب جهدًا وعملًا مستمرًا، بالإضافة إلى السهر والاهتمام، والإيمان والأمل والانضباط.
الأعمدة الرئيسية للنجاح
وأشار قداسته، في مقاله في مجلة الكرازة، إلى أن المزمور الأول في الكتاب المقدس يرسم صورة للإنسان الناجح كالشجرة المثمرة التي تنمو قرب المياه، دائمة الخضرة، والتي تعطي ثمارها في الوقت المناسب، وكل ما يفعله يكون موفقًا. وأكد أن النجاح يستند إلى ثلاث ركائز أساسية:
- الله: الذي يمنح النعمة.
- الزمن: الذي يجب استغلاله باحترافية.
- الإنسان الملتزم: الذي يعمل بجدية على تحقيق أهدافه.
العوامل المحفزة للنجاح
ووصف البابا النجاح بأنه “عائلة” تتكون من عدة عناصر: الأب هو العمل الجاد، والأم هي الأمل، والابن هو الاهتمام المستمر، والابنة هي النظام والالتزام. وأكد على أهمية التشجيع والثقة من الأسرة والمعلمين والخدام كعوامل جوهرية تساعد في تحقيق النجاح. واستشهد قداسته بتجربته الشخصية، حيث حصل على كلمات مشجعة من الأنبا صرابامون، رئيس دير الأنبا بيشوي الراحل، والتي أثرت عليه إيجابيًا طوال حياته.
أمثلة على النجاح
واستعرض قداسته مجالات النجاح المختلفة، سواء في الدراسة أو العمل أو الجانب الروحي. واستشهد بنماذج من الكتاب المقدس، مثل يوسف الصديق ودانيال النبي وداود المرتل، وكذلك القديسين مثل الأنبا أبرآم وبولس الرسول وموسى القوي، ونحميا الذي طلب النجاح من الله.
ختام الرسالة
واختتم البابا تواضروس مقاله بتهنئة الطلاب الناجحين والمتفوقين، بالإضافة إلى الناجحين في مجالاتهم العملية والروحية. وقد دعاهم إلى مواصلة المسيرة بروح الأمانة والنقاء، مستذكرًا قول القديس أغسطينوس: “وضعت قدمي على قمة العالم عندما صرت لا أخاف شيئًا ولا أشتهي منه شيئًا”.