التعليم السعودية تمنع المزاح ذي الإيحاءات الجنسية وتؤكد على محاربة التحرش في بيئة العمل

حظرت وزارة التعليم أي فعل أو قول أو إيحاء أو إشارة ذات طابع جنسي تجاه أي شخص، سواءً أكان ذلك يمس جسده أو عرضه أو يخدش حياءه، حتى وإن كان على سبيل المزاح، وبأي وسيلة كانت، سواء بشكل مباشر أو عبر وسائل التقنية الحديثة. وأكدت الوزارة أن مثل هذا السلوك يُعتبر مخالفة جسيمة تستوجب المساءلة القانونية، مشددة على أن المزاح لا يُعد عذرًا لمثل هذه التصرفات التي تتعارض مع القيم والأخلاق المهنية. جاء هذا الحظر ضمن إطار دليل السلوك المهني لموظفي وزارة التعليم، الذي يهدف إلى تعزيز بيئة عمل قائمة على الاحترام المتبادل، وحماية جميع منسوبي الوزارة من أي شكل من أشكال التحرش، بالإضافة إلى ضمان الالتزام بالقيم الإسلامية والأعراف الاجتماعية والضوابط الشرعية.

تحذير ضد التصرفات غير اللائقة

نص الدليل على ضرورة احترام المساحة الشخصية للآخرين، وعدم التطرق إلى الأمور الشخصية خارج نطاق العمل، والالتزام بالقيم والأخلاق والآداب الاجتماعية الحميدة في التعامل مع الزملاء والرؤساء والمرؤوسين ومتلقي الخدمة. وأكد كذلك أن أي إخلال بهذه القيم، سواء كان بدافع المزاح أو لأي سبب آخر، يُعتبر انتهاكًا صريحًا لأنظمة العمل واللوائح المعمول بها. أوضح الدليل أن أي موظف يخالف الأحكام المتعلقة بنظام مكافحة التحرش أو التدابير اللازمة لمكافحته، سيخضع للمساءلة التأديبية وفق الإجراءات النظامية المتبعة، حيث أن تنازل المجني عليه أو عدم تقديمه شكوى لا ينفي حق الجهات المختصة في اتخاذ ما تراه مناسبًا للمصلحة العامة، وفق أحكام نظام الإجراءات الجزائية والأنظمة ذات الصلة.

الإبلاغ عن حالات التحرش

بين دليل السلوك المهني أن من الواجب على كل موظف الاطلاع على معلومات تتعلق بحالات التحرش أن يحافظ على سريتها، مع ضرورة عدم تداولها إلا ضمن إطار التحقيقات النظامية. وشدد الدليل على كل موظف إبلاغ السلطات عن أي حالة تحرش قد تحدث في بيئة العمل، وذلك لتعزيز ثقافة الوعي والمسؤولية الجماعية في حماية بيئة العمل. كما حدد الدليل طريقة استقبال البلاغات عن حالات التحرش عبر الإدارة العامة للمراجعة الداخلية، من خلال المنصات الإلكترونية والبريد الإلكتروني المخصص، لضمان السريّة الكاملة وحماية المبلغين من أي عمل انتقامي.

تأتي هذه الضوابط ضمن التزام وزارة التعليم بتطبيق أعلى معايير النزاهة والأمان المهني، وحرصها على توفير بيئة عمل آمنة ومحترفة تحترم كرامة جميع الأطراف. من جهة أخرى، تعكس هذه المبادرات حرص الوزارة على تطوير بيئة عملية نموذجية خالية من الممارسات المسيئة ومبنية على الاحترام المتبادل. وبذلك، تسعى الوزارة لإيصال رسالة بأن الالتزام بالقيم ليس مجرد شعار، بل هو أسلوب حياة يتوجب على الجميع الالتزام به، حيث إن المزاح المسيء يحمل تبعات قانونية وأخلاقية لا يمكن التهاون معها.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *