
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 8 أغسطس في مساجد الجمهورية بعنوان “لا تغلُوا في دينِكُم وما كان الرفقُ في شيءٍ إلا زانه”. جاء نص الخطبة كالتالي:
الحمد لله الذي أتم لنا الدين وأوضح السبيل، ورضي لنا الإسلام دينًا يسراً مبينًا. أُشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شرع الرفق والتيسير، ونهي عن الغلو والتعسير، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا الدين العظيم جاء لتحرير العقول والنفوس، لا لتقييدها. دين الإسلام ينقل البشر من الضيق إلى السعة، ومن الشدة إلى اللين، فهو دين يسر وسماحة، يبنى على قواعد متينة. قال الله تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق}.
أيها الأحبة، نحذر من مغبّة الغلو والتشدد، فقد قال النبي ﷺ: «إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين». الغلو ليس زيادة في العبادة فحسب، بل هو خلل في الفهم ومرض في القلب، يُصوّر لصاحبه أن الحق محصور في رأيه وأن غيره على باطل، فيضيق على الناس في أمورهم ويشدد عليهم حياتهم.
لقد شهدنا أممًا تاهت ومجتمعات تمزقت حين تجاوزت حدود الاعتدال والغلو والتعصب. دين الله براء من الغلو والتشدد، فهو دين اليسر والسماحة. قال الله: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}.
وهذه رسالة للمغالين في دين الله: هل غابت عنكم رحمة النبي ﷺ الذي أُرسل رحمة للعالمين؟ ألم تروا كيف كان لينا ورحيماً؟ ألم يكن في عبادته معتدلاً؟ فهل من سنة رسول الله أن تكرهوا الناس على العبادة؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء، أما بعد:
إن الحياة مليئة بالنعم، ومن أثمنها الصداقة الحقيقية. الصداقة رابطة مبنية على الصدق والإخلاص، وهي شجرة وارفة مُثمرّة. هل هناك كنز أعظم من صديق يمتد لك يد العون في الأوقات الصعبة؟ لنحرص على جعل صداقاتنا في الله، مع من يُذكرنا بدينه ويعيننا في الطاعة.
قال القائل:
إن أخاك الحق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، واصرف عنا سيئها.