الرئيس السيسي يطرح 5 أولويات لمواجهة التحديات العالمية خلال قمة “بريكس””.

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في تجمع “البريكس”، التي استضافتها البرازيل، حيث ناقش المجتمعون التحديات الدولية الحالية وسبل تعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء لمواجهة تلك التحديات، خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها الدول النامية.

وخلال الاجتماع، أعرب الرئيس السيسي عن شكره لرئيس البرازيل “لولا دا سيلفا” على دعوته لعقد هذه القمة الاستثنائية، وقدم رؤيته لتعزيز التعاون والتنسيق بين دول البريكس، بما يساعد على مواجهة التحديات العالمية وتحقيق الأولويات المشتركة، مثل ترسيخ السلم وتحقيق التنمية المستدامة.

في بداية البيان، قدم الرئيس السيسي شكره وتقديره لصديقه الرئيس “لولا دا سيلفا” على قيادته الحكيمة وتفاني بلاده في رئاسة تجمع البريكس هذا العام، والتي تمخضت عن نجاح قمة “ريو” في يوليو الماضي وما نتج عنها من مخرجات هامة.

كما أثنى الرئيس على أهمية الاجتماع في هذا الوقت الدقيق، حيث يعاني العالم من صراعات تهدد العمل الدولي المتعدد الأطراف، وتؤثر بشكل كبير على المبادئ التي قام عليها النظام الدولي منذ عام 1945.

وأشار الرئيس السيسي إلى وجود ازدواجية في المعايير في الساحة الدولية وانتهاك صارخ للقانون الدولي، مما يزيد من الصراعات والأزمات، ويعيد الإنسانية إلى حالة من الفوضى، حيث تستخدم القوة كوسيلة لفرض الإرادات والتطلعات دون احترام للشرعية.

وعبر الرئيس عن قلقه بشأن تدهور الوضع الدولي الذي أثر سلبًا على كفاءة العمل الدولي المشترك وقدرة المؤسسات الأممية على التعامل مع القضايا الملحة التي تتطلب تنسيقًا عالياً.

أكد سعادته أن وضع مجلس الأمن الدولي يعد مثالاً حيّاً على العجز المتزايد في المجتمع الدولي، مما أثر على ثقة الدول في الأمم المتحدة وأداء المجلس ذاته، مما جعل الكثير من الدول تدعو إلى إصلاح شامل لآلياته، بما في ذلك الدعوة إلى إلغاء حق النقض “الفيتو”.

كذلك، أشار الرئيس إلى تأثير هذا الوضع المتدهور على النمو الاقتصادي العالمي، حيث يعاني العالم من تباطؤ حاد في معدلات النمو وتراجع في التجارة، بالإضافة إلى تفاقم الفجوات التنموية والتمويلية في الدول النامية، مما يزيد من أعباء ديونها ويقلل من قدرتها على الوصول إلى مصادر التمويل.

ومن هنا، تتجلى أهمية تجمع البريكس، كمنصة دولية تساهم في تعزيز التعاون بين أعضائه، انطلاقًا من مبادئ الاحترام المتبادل، ويشكل اجتماع اليوم فرصة لتبادل الأفكار حول كيفية تعزيز التكامل بين الدول الأعضاء والتنسيق لتخفيف آثار الأزمات الحالية.

تطرق الرئيس إلى عدد من الأولويات التي ينبغي التركيز عليها، أولاً، تعميق التشاور بين دول التجمع حول القضايا ذات الأولوية، مما يسهل تقريب وجهات النظر وتعزيز فعالية “البريكس” على الساحة الدولية.

ثانياً، يجب استغلال الميزات النسبية لكل دولة في إطلاق مشاريع مشتركة في مجالات حيوية مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية والزراعة والابتكار، لتعزيز التعاون بين القطاع الخاص في الدول الأعضاء.

ثالثاً، توسيع آفاق التعاون الاقتصادي، من خلال تسوية المعاملات التجارية والمالية باستخدام العملات المحلية، ودعم توفير التمويل عبر بنك التنمية الجديد بالعملات الوطنية.

رابعاً، تكثيف التنسيق حول إصلاح الهيكل المالي العالمي ومعالجة مشكلة الديون لضمان توفير التمويل للدول النامية وتعزيز تمثيلها في المؤسسات المالية الدولية.

خامساً، أهمية التعاون في مواجهة تداعيات تغير المناخ، ورفض السياسات الأحادية لبعض الدول، مع التأكيد على ضرورة التزام الدول المتقدمة بتمويل جهود الحفاظ على المناخ وتقديم الدعم للدول النامية.

وفي الختام، عبر الرئيس السيسي عن تطلعه إلى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ الذي ستستضيفه البرازيل في نوفمبر القادم، والذي سيكون بمثابة فرصة هامة لدفع القضايا الملحة التي تؤثر على مصالح الدول النامية.