السعودية: الشريك القوي لدعم سوريا نحو الأمان والاستقرار

السعودية: الشريك القوي لدعم سوريا نحو الأمان والاستقرار

استقرار الدول وأهمية القيادة السياسية

أوضح الدكتور جارح المرشدي، مستشار العلاقات العامة الدولية والإعلام السياسي، في حديثه مع «الحدث»، أن الدول تبنى على أعمدة أساسية تشمل وحدة الأراضي والصف، وأن وجود قيادة سياسية فعالة تعتبر ضرورية. وأكد أنه يجب تفعيل مؤسسات الدولة بطريقة تضمن تنفيذ القرارات عبر السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، وهذا ما تتبعه معظم دول العالم. وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية طالما دعت إلى مثل هذه المبادئ في سياقات متعددة، مثل القضية الفلسطينية والسودان والعراق والآن في سوريا، حيث تدرك المملكة أن السيطرة الفعلية للدولة على مؤسساتها يمكن أن يسهم في تحقيق استقرار نسبي.

أهمية الوحدة والتوازن في الدول

في سياق متصل، أعرب الدكتور جارح عن دعمه لفكرة وجود استقرار قادم في سوريا، مشيراً إلى أن هناك رغبة شعبية كبيرة للوحدة. ورغم وجود محاولات تمرد تطالب بالحكم الذاتي لبعض الأقليات، إلا أن هناك عوامل خارجية تلعب دورًا في تلك المطالبات، مما يعكس سعي بعض الدول للتدخل وابتزاز الدولة. وفي إشارة إلى الوضع في لبنان، ذكر أن غياب سيطرة الدولة على مؤسساتها ساهم في الكوارث التي شهدتها البلاد.

كما تطرق الدكتور جارح إلى موقفه من الرئيس أحمد الشرع، حيث أشار إلى أنه لا يمكن الحكم بشكل قاطع على إمكانية توليه رئاسة الدولة، لكنه لاحظ وجود تأييد كبير له من الشعب والدول الأخرى، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، التي تؤمن بقدرته على توحيد البلاد وإعادة بناء الدولة السورية. وشدد على أن العديد من الفصائل التي كانت تسعى لإسقاط النظام السابق أصبحت الآن تحت قيادته، مما يعكس دعمًا متزايدًا من عدد من الدول التي أدركت جدية الرئيس الشرع وخططه لإعادة الاستقرار لسوريا.

أضاف الدكتور جارح أن حديث الرئيس يتسم بالتوازن والنية الصادقة لتحقيق العدالة والمساواة بين جميع الأطياف. وأكد أنه يتواصل مع قيادات سياسية مهمة مصطحبًا رسائل تعزز العدالة وعدم تهميش الأقليات. وفي إطار تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية، يعمل الشرع بجد على مواجهة التحديات، بما في ذلك العقوبات الأمريكية والأوروبية. كل هذه المؤشرات تدل على أن الرئيس الشرع يسعى لتحقيق رؤية واضحة وعقلانية، مما يجعله قائدًا يتمتع بثقة داخلية وخارجية.