
تحركات أسعار الذهب في الأسواق العالمية
شهدت أسواق الذهب العالمية يوم السبت تذبذبات ملحوظة نتيجة لارتفاع الفارق بين أسعار العقود الآجلة في نيويورك والأسعار الفورية في لندن، حيث تجاوز الفارق 100 دولار. ونتيجة لذلك، ارتفعت عقود شهر ديسمبر الأكثر تداولًا، متجاوزة حاجز 3534.2 دولار للأوقية، محققةً بذلك مستوىً تاريخيًا لم يسبق للسوق أن شهده.
تقلبات أسعار الذهب وتأثير الرسوم الجمركية
عادت التقلبات لتسيطر على أسواق الذهب بعد صدور تقرير يفيد بفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على واردات سبائك الذهب، التي تُعتبر أساسًا لتسوية معظم العقود في بورصة نيويورك. هذه الرسوم أثارت موجة من المضاربات حول أسعار الذهب، مما ساهم في ارتفاع حجم التداول وزيادة الفجوة بين الأسعار المستقبلية والفورية.
نتيجة لهذا الوضع، تأثرت قرارات المستثمرين ورغبتهم في الاقتناء كملاذ آمن، خصوصًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
أما على صعيد الاحتياطيات، فتتربع الولايات المتحدة على عرش الدول المالكة لأكبر احتياطات من الذهب، حيث تمتلك حوالي 8133 طنًا، وهو ما يمثل 77.6% من إجمالي احتياطاتها. تليها ألمانيا بـ3351 طنًا، حيث يشكل الذهب 77.2% من احتياطياتها. وفي المرتبة الثالثة تأتي إيطاليا بحيازة قدرها 2452 طنًا، ثم فرنسا بـ2437 طنًا.
تصاعدت أيضًا حيازة روسيا والصين، حيث تمتلك روسيا 2330 طنًا والصين 2292 طنًا.
يتضح من خلال هذه الأرقام وجود اختلافات واضحة في نسب الذهب بالنسبة لإجمالي الاحتياطيات، مما يدل على استراتيجيات متنوعة في إدارة الأصول بين الدول.
في جانب الاستثمار، شهد إجمالي الأصول المدارة في صناديق الذهب العالمية ارتفاعًا بنسبة 1% ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 386 مليار دولار، مع زيادة الحيازات الإجمالية بمقدار 23 طنًا. وعلى الرغم من انخفاض الطلب في الولايات المتحدة بنسبة 34% على أساس فصلي، شهد الطلب نموًا سنويًا بنسبة 110%، مدعومًا بالتدفقات الاستثمارية القوية.
كما أن المتوسط اليومي لتداول الذهب وصل إلى 297 مليار دولار، مع زيادة واضحة في مراكز الشراء في العقود الآجلة.
وبالنسبة للمخزونات العربية، تصدرت المملكة العربية السعودية القائمة بحيازة 323 طنًا، تليها لبنان ثم الجزائر وليبيا، مما يعكس اهتمام الدول العربية بالذهب كاستثمار ومخزون احتياطي.
في الختام، يعكس تطور أسواق الذهب وتغيرات الأسعار الديناميات الاقتصادية والسياسية على المستويين العالمي والمحلي، مما يجعل تتبع هذه التحركات أمرًا حيويًا لفهم توجهات الأسواق العالمية.