السعودية تحقق نموًا ملحوظًا في الإنتاج الصناعي نتيجة انتعاش أسعار النفط

نمو الإنتاج الصناعي في السعودية

شهدت المملكة العربية السعودية نمواً ملحوظاً في إنتاجها الصناعي، حيث سجل نسبة ارتفاع بلغت 7.9% في يونيو 2025. ويعتبر هذا الرقم هو الأعلى منذ اعتماد الآلية الجديدة لاحتساب المؤشر في عام 2024، وفقاً للبيانات التي نشرتها الهيئة العامة للإحصاء. يُعزى هذا الأداء القوي إلى الزيادة الكبيرة في الأنشطة النفطية التي حققت ارتفاعاً بنسبة 7.7% نتيجة لزيادة إنتاج النفط في المملكة إلى 9.36 مليون برميل يومياً، بالإضافة إلى نمو الأنشطة غير النفطية بنسبة 8.6%.

زيادة النشاط التصنيعي

يعكس هذا الزخم في القطاع الصناعي التغيرات الكبيرة في سوق الطاقة، إذ قام تحالف “أوبك+” خلال الربع الثاني من العام بزيادة إنتاج النفط بشكل ملحوظ، حيث تجاوزت الزيادة 411 ألف برميل يومياً في شهري مايو ويونيو، بدلاً من معدلات الزيادة المقررة في البداية والتي كانت 137 ألف برميل يومياً. ويأتي هذا التوجه ضمن جهود التحالف، الذي ترأسه السعودية، لاستعادة الحصة السوقية المفقودة لصالح المنافسين في أعقاب تقليص الإمدادات بهدف الحفاظ على توازن العرض والطلب في السوق. وقد كانت السعودية الأكثر تأثراً بقرارات خفض الإمدادات.

أما بالنسبة للزيادة في الأنشطة غير النفطية، فهي تعكس نجاح الاستراتيجية الوطنية للصناعة، التي تركز على تطوير قطاعات صناعية متقدمة تسهم في تحقيق أهداف “رؤية 2030”. وتهدف هذه الرؤية إلى تنويع القاعدة الاقتصادية وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات، مما يساهم في بناء اقتصاد أكثر استدامة وتنوعاً.

بشكل عام، يمثل هذا النمو في الإنتاج الصناعي مؤشراً إيجابياً يوضح ما يمكن أن يحققه القطاع من نتائج، ويعكس التوجه المستمر نحو تحقيق الأهداف التنموية والاقتصادية في البلاد. ويبرز هذا التطور قدرة المملكة على مواجهة التحديات في الأسواق النفطية والانتقال نحو بيئة صناعية أكثر استدامة تتميز بالتنوع، مما يُشير إلى عصر جديد من النمو والازدهار في المشهد الاقتصادي السعودي.