السعودية تستثمر في الطبيعة الخلابة كوجهة سياحية جديدة

السعودية تستثمر في الطبيعة الخلابة كوجهة سياحية جديدة

في أحضان جبال يكسوها الضباب، تتزين قرية سعودية تقع على المنحدرات بين القمم الخضراء التي ترتفع لأكثر من 3 آلاف متر. كانت هذه القرية، منذ القدم، ملاذًا لقبائل تهامة عسير، حيث تتميز بمبانيها الطينية والحجرية ذات الألوان الزاهية والنوافذ بإطاراتها البيضاء. ورغم أن القرية لم تعد مأهولة، إلا أن رجال ونساء القبائل يزورونها يوميًا بزيهم الجبلي التقليدي، محملين بأكاليل الزهور، لعرض منتجعاتهم المحلية مثل العسل الذي تصنعه العشائر المجاورة.

قرية رجال ألمع: التاريخ والجمال

قرية “رجال ألمع” تُعتبر واحدة من مئات القرى الأثرية المنتشرة في منطقة عسير، التي ما زالت بعيدة عن الازدحام السياحي. تقع هذه المنطقة في الركن الجنوبي الغربي من المملكة، وتُشبه بمساحتها دولة النمسا، مما يجعلها غنية بالإرث الثقافي. تحتضن المنطقة قصورًا طينية تطل على القمم الجبلية، وسهولًا صحراوية، وشواطئ بكراً، بالإضافة إلى مواقع تاريخية وأنشطة مغامرات غير مسبوقة في المملكة. المنطقة تتميز أيضًا بأن درجات الحرارة نادراً ما تصل إلى 32 درجة مئوية، حتى في ذروة الصيف.

رجال ألمع: رمز الإرث الثقافي

هذا المزيج الطبيعي الجميل ألهم عددًا من المطورين العقاريين الدوليين ومسؤولي المملكة لرسم خطة جديدة لمنطقة عسير، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في التوجه الاستثماري البالغ تريليون دولار نحو السياحة. رغم عدم وجود منشآت فاخرة في المنطقة حتى الآن، يسعى صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص لتطوير مخططات بمليارات الدولارات لمشاريع سياحية توفر خدماتها على مدار العام.

مستثمرون مثل لويس غالوتي يعملون على تطوير منتجع جبلي فخم في المنطقة، واصفًا المنطقة بالتنوع الذي يتيح للزوار الاستمتاع بتجارب مذهلة من صعود الجبال إلى الغوص في البحر الأحمر. ومع العدد القليل من السياح الأجانب الذين يصلون إلى المنطقة، يرون المسؤولون السعوديون في ذلك فرصة للنمو وزيادة عدد الزوار إلى 70 مليون بحلول عام 2030.

صندوق الاستثمارات العامة يدعم مشاريع طموحة تهدف لإنشاء فنادق فاخرة ومراكز تسوق حول قمة جبل السودة، مع التركيز على حماية المواقع التراثية مثل قرية رجال ألمع. بينما يتوجه البعض لمخاوف تتعلق بالسلامة بسبب الحدود القريبة مع اليمن، تشير التجارب الشخصية إلى أن المنطقة آمنة ومرحب بها.

في الوقت الذي تتسارع فيه خطط تطوير السياحة، يبقى التحدي الأكبر هو نقص المعلومات التي تسهل تخطيط الزيارات. تسعى الشركات الحالية لتلبية الحاجة إلى الإقامة الفاخرة واكتشاف طبيعة المنطقة المذهلة. ومع اقتراب كأس العالم لكرة القدم 2034، يبدو أن عسير على أعتاب دورة جديدة من النمو والتطور، مما يضمن مكانتها كنقطة جذب سياحي فريدة.