تحديات الألعاب الشتوية الآسيوية 2029 في السعودية
تواجه المملكة العربية السعودية احتمال تأجيل الألعاب الشتوية الآسيوية لعام 2029 بسبب تأخيرات كبيرة في بناء منتجع التزلج “ترويجينا”. كان من المقرر أن يُقام هذا الحدث في منتجع “ترويجينا” كجزء من مشروعها الطموح بقيمة 500 مليار دولار لبناء مدينة NEOM المستقبلية. ومع ذلك، فإن الارتفاع في التكاليف والتحديات الهندسية تجعل من غير المحتمل أن يكون المنتجع جاهزًا في الوقت المحدد. وقد تم انتقاد المشروع أيضًا بسبب انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة ببعض جوانبه.
التصفيات البديلة للألعاب الشتوية
تدرس الحكومة السعودية خيارات بديلة لاستضافة الألعاب الشتوية، حيث يُنظر في إمكانية أن تستضيف كوريا الجنوبية أو الصين هذا الحدث، وفقًا لتصريحات دبلوماسيين ومصادر مطلعة على المشروع. يُتوقع أن يوفر منتجع “ترويجينا” 30 كم من أشواط التزلج، بما في ذلك المنحدر البالغ طوله 400 متر الذي يتطلبه الحدث، مع استخدام الثلج الاصطناعي. ويُخطط لجلب الماء اللازم لإنتاج الثلج من خليج القابة، الذي يبعد 200 كم عن المنطقة.
كان من المفترض أيضًا أن تُملأ بحيرة بعمق 140 مترًا هذا الشهر لتخزين المياه، لكن أعمال البناء تأخرت، مما أدى إلى الاعتماد على ناقلات مياه الشرب. يهدف المنتجع إلى جذب 700,000 زائر بحلول عام 2030، مع تقديم تصميمات لمساكن فاخرة تطل على البحيرة والمناطق المحيطة بها.
على الرغم من أن المملكة تسعى لتأجيل الحدث حتى عام 2034، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن ممارسة الضغط من أجل إنجاز المشروع قد تؤدي إلى مزيد من التحديات. يعود جزء من التأخير إلى الموقع الجبلي، الذي يقع على ارتفاع 2600 متر بالقرب من الحدود الأردنية، مما يمثل صعوبة في الوصول للمركبات الثقيلة.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه المملكة انتقادات بسبب تأثير مشاريعها على المجتمعات المحلية، خاصة قبيلة الهوويتات، الذين أُجبروا على مغادرة أراضيهم الأصلية، مما أثار ردود فعل عالمية عنيفة. كما أن انتهاك حقوق الإنسان في هذا السياق يعد ملفاً حساساً جداً يقف في وجه التقدم الذي تسعى المملكة لتحقيقه.
في ضوء هذه التحديات، يتضح أن مستقبل الألعاب الشتوية الآسيوية 2029 في المملكة العربية السعودية يشوبه الغموض، ويستدعي إجراء حلول مبتكرة وإعادة تقييم الأهداف المحددة.