القلق السعودي حيال المجاعة في غزة
عبرت وزارة الخارجية السعودية، اليوم الجمعة، عن قلق المملكة الشديد إزاء إعلان حالة المجاعة رسميًا في قطاع غزة، بناءً على تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، مشددة على أهمية الإشارة إلى الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين. وأكدت الوزارة، في بيان رسمي، أن تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة يعود بشكل مباشر إلى غياب آليات المحاسبة والرادع أمام الجرائم المستمرة للاحتلال الإسرائيلي. ورأت الوزارة أن هذه الأوضاع تمثل وصمة عار في حق المجتمع الدولي، خصوصًا الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، داعية إياها إلى التدخل الفوري لإنهاء المجاعة ووقف حرب الإبادة والجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
الكارثة الإنسانية في قطاع غزة
أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، عن انتشار المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة للمرة الأولى، محذرة من كارثة إنسانية تهدد حياة أكثر من نصف مليون شخص يعانون من الجوع الشديد. وصدرت عن منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيان مشترك في جنيف، طالب إسرائيل بضمان توفير الغذاء والإمدادات الطبية بصورة غير مقيدة للحد من الوفيات الناجمة عن سوء التغذية. وأشار البيان إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص الغذاء في غزة تضاعف ثلاث مرات، مؤكدًا على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار.
وفي السياق نفسه، أفاد تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بأن المجاعة تنتشر حاليًا في محافظة غزة، مع توقعات بامتدادها إلى دير البلح وخان يونس بحلول نهاية الشهر الجاري، مع تزايد حالات سوء التغذية الحاد حتى يونيو 2026. ولفت المفوض العام لوكالة “أونروا” فيليب لازاريني إلى أن المجاعة تمثل نتيجة متعمدة لفرض إسرائيل حظرًا على دخول الغذاء والمواد الأساسية، مؤكدًا أن إمكانية وقف انتشارها تكمن في إرساء وقف إطلاق النار وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية.
كما وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجاعة بأنها كارثة من صنع الإنسان، مطالبًا بتدخل عاجل لضمان وصول المساعدات. وفي سياق مأساوي آخر، أفادت وزارة الصحة في غزة بوفاة الرضيعة غدير بريكة (5 أشهر) اليوم بسبب سوء التغذية، مما أدى لرفع عدد ضحايا التجويع إلى 272 شهيدًا، بينهم 113 طفلاً، مما يعكس مدى خطورة الأوضاع الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.