
طفرة السينما في السعودية
شهدت صناعة السينما في المملكة العربية السعودية تحولاً اقتصادياً كبيراً في السنوات الأخيرة، حيث أظهرت مؤشرات النمو زيادة ملحوظة في الإيرادات وتوسعاً في البنية التحتية، مما جعل هذا القطاع أحد المحركات الأساسية للتنويع الاقتصادي في البلاد. في عام 2024، سجلت الإيرادات السينمائية حوالي 225.42 مليون دولار، بعد بيع 17.5 مليون تذكرة، بينما وصل عدد شاشات العرض إلى 618 شاشة موزعة على 66 دار عرض. ومنذ نيسان/أبريل 2018 وحتى آذار/مارس 2025، تجاوز إجمالي الإيرادات 1.25 مليار دولار، مع تحقيق سوق سينمائية غير مسبوقة.
نهضة صناعة الأفلام
تتوقع هيئة الأفلام أن تصل إيرادات شباك التذاكر إلى 1.5 مليار دولار بحلول عام 2029، مما يعزز موقع السعودية كأحد المراكز الرئيسية لصناعة السينما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تصر المخرجة والمنتجة المعروفة دانية الحمراني على ضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية أثناء ظهور الصناعة، مع التركيز ليس فقط على الإيرادات، بل على ضرورة أن تكون القصص متجذرة في السياق المحلي، وتأخذ بعين الاعتبار الشخصيات واللغة والقيم والمكان.
وتؤكد الحمراني أن الهوية تشمل أكثر من مجرد عناصر بصرية أو ديكورات، بل تتعدى ذلك إلى طريقة التفكير والسرد ونبرة الصوت. فهي تدعو إلى تمثيل التنوع الحقيقي في المجتمع السعودي، قائلة: “يجب أن نبتعد عن الصور النمطية التي روجت لها الإعلانات لعقود، ونسعى إلى تقبل التنوع الغني.”
في عام 2024، تم عرض 17 فيلمًا سعوديًا، حققت مبيعات تذاكر وصلت إلى 1.4 مليون تذكرة بإيرادات تجاوزت 15 مليون دولار. وتشدد الحمراني على أهمية تحقيق توازن بين إنتاج الأفلام الكبرى والحفاظ على الأصالة الثقافية، حيث يجب أن تكون القصص صادقة سواء كانت الأعمال كبيرة أو صغيرة.
تذكر أيضاً أن المزج بين التقنيات الإنتاجية العالمية والمعايير الفنية المتقدمة مع موضوعات تتعلق بالثقافة المحلية يضمن الاحتفاظ بجوهر القصة الحقيقي، دون التضحية بالأصالة. من بين التحديات الرئيسية التي تواجه القطاع هي نقص البنية التحتية الإنتاجية، خاصة فيما يتعلق بفرق العمل المدربة، حيث تحتاج هذه الصناعة إلى استثمار أكبر في تدريب الكفاءات المحلية.
كما تسلط الضوء على منصة “مَفلَم” التي أسستها، التي تقدم برامج تعليمية وورش عمل عبر الإنترنت تحت إشراف خبراء، بهدف تجهيز المواهب وتمكينها للتعامل بكفاءة مع سوق السينما.