نجحت الصين في إجراء اختبار هبوط وإقلاع لمركبة هبوط قمرية مأهولة جديدة، مما يقربها خطوة من تحقيق أول هبوط تاريخي على سطح القمر. تم تنفيذ الاختبار في منشأة بمقاطعة خبى يوم الأربعاء الماضي، حيث تم تقييم النموذج الأولي للمركبة “لانيويه”، والتي تعني “احتضان القمر”. صُممت المركبة لنقل طاقم مكون من شخصين بين مدار القمر وسطحه، بالإضافة إلى تنفيذ مهام متعددة على السطح.
استخدم المهندسون أبراج ربط لمحاكاة جاذبية القمر، وقاموا بإنشاء أرض مليئة بالحفر لتقليد تضاريسه الوعرة. شملت التجربة فحص أنظمة الصعود والهبوط، ودقة إيقاف المحرك، وتنسيق التوجيه والملاحة والدفع. كما أظهرت كاميرات المراقبة احتراق محركات المركبة ودافعاتها أثناء المحاكاة، مما أطلق عوادم مصفرة يُعتقد أنها ثنائي أكسيد النيتروجين، وفقًا لموقع “interesting engineering”.
تعتبر “لانيويه” أكثر من مجرد وسيلة نقل، إذ ستصبح موطناً لرواد الفضاء، ومصدراً للطاقة، ومركزاً للبيانات. كما ستتمكن المركبة من نقل مركبة قمرية وحمولات علمية، وستضم وحدة دفع وسلّم لتمكين الرواد من التنقل بين السطح والمركبة. تتضمن الخطة الصينية للهبوط عمليتين لإطلاق بصواريخ “لونغ مارش”، حيث سترسل إحداهما “لانيويه” إلى مدار القمر بينما تنقل الأخرى مركبة الفضاء المأهولة “منجزهو”. عند الالتقاء في المدار، سينتقل رائدا الفضاء إلى “لانيويه” للنزول إلى السطح.
تأتي هذه الخطوة في ظل سباق فضائي متزايد مع الولايات المتحدة وروسيا، حيث تخطط ناسا لإطلاق مهمة “أرتميس 2” حول القمر في أبريل 2026، تليها “أرتميس 3” للهبوط في منتصف 2027، رغم احتمال التأجيل. كما أعلنت ناسا نيتها إرسال مفاعل نووي إلى القمر بحلول عام 2030 لتوفير الطاقة للمستوطنات والمرافق البحثية المستقبلية.