شهد د. إبراهيم صابر محافظ القاهرة، ورشة العمل “بناء القدرات الرقمية لقيادات المجتمعات العمرانية والإدارة المحلية،” التي نظمها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) بمشاركة محافظي قنا ودمياط والفيوم، إضافة إلى المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في مصر.
وأكد محافظ القاهرة أن هذه الورشة تأتي تنفيذًا للشراكة الاستراتيجية بين الحكومة المصرية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)، والتي أثمرت عن مشاركة فعالة ساهمت في نجاح النسخة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي (WUF12) الذي أقيم في القاهرة في نوفمبر 2024، مما يعكس مكانة مصر كمركز إقليمي للحوار الحضري.
وأضاف أن اليوم نواصل تنفيذ توصيات “نداء القاهرة للعمل،” وهذا يتماشى مع رؤيتنا المشتركة لمستقبل المدن، إذ نركز على التحول الرقمي ونعمل على استغلال أدواته لدعم التنمية المستدامة على المستويين المجتمعي والعمراني، من أجل تحسين جودة الحياة لجميع المواطنين.
وأشار إلى أن محافظة القاهرة شهدت تعاونًا مثمرًا مع برنامج الأمم المتحدة خلال السنوات الماضية، حيث تم تنفيذ عدة مبادرات هامة، مثل مشروع تطوير منطقة عزبة خير الله عبر إعداد رؤية عمرانية تشاركية تهدف إلى تحسين أوضاع السكن والبنية التحتية، بالإضافة إلى إشراك المجتمع المحلي في العملية، وإنشاء استراتيجية التنمية الحضرية لمدينة القاهرة بالتعاون مع الهيئة العامة للتخطيط العمراني، ما يعزز التخطيط المستدام للعاصمة، كما تم تنظيم تدريبات عملية لبناء قدرات العاملين في الإدارة المحلية في مجالات مثل نظم المعلومات الجغرافية (GIS) وتبني مبادئ الحوكمة الرشيدة.
وأكد أنه تم تطوير المساحات العامة في مدينة الأسمرات، حيث أُضيفت مناطق مظللة بأشجار ومسارات للمشي ودراجات صغيرة، وتم تركيب مقاعد وألعاب للأطفال، مما يسهم في تحسين جودة الحياة.
وأوضح أنه سيتم قريبًا الكشف عن مشروع تطوير منطقة العتبة بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية، حيث يعد نموذجًا جديدًا لتطوير المنطقة التي تعتبر مركزًا تجاريًا حيويًا.
وأشار إلى أننا نعيش في عصر يتسارع فيه التحديات، وهي لا تُحل إلا بواسطة كوادر محلية مدربة تستطيع استخدام التكنولوجيا لتحليل البيانات، وتوظيف نظم المعلومات الجغرافية في التخطيط، فضلًا عن استخدام أدوات المدن الذكية لتحسين جودة الحياة لجميع المواطنين.
وأكد أنه لا ينبغي فهم التحول الرقمي باعتباره مجرد استخدام الحواسيب أو التطبيقات، بل يجب أن يُنظر إليه كتغيير في الفكر وأسلوب العمل، المتمركز حول الشفافية والكفاءة وسرعة الاستجابة لاحتياجات المواطنين، لذا فإن بناء قدرات القيادات المحلية في هذا المجال يعد ضرورة وليست ترفًا.
ووجه المحافظ شكره لفريق عمل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، مشددًا على أن ورشة العمل سترتقي بمستوى مواجهة التحديات عبر تزويد القيادات بالأدوات والمعرفة اللازمة لدعم التخطيط الحضري المستدام وتوظيف التقنيات في إدارة المدن.
وأكد على التزام محافظة القاهرة بالاستمرار في تحسين الأداء المحلي، والعمل على بناء مجتمع حضري ذكي ومتكامل يستجيب لتطلعات المواطن المصري.