
حذر مصطفى سليمان، الشريك المؤسس السابق في “جوجل ديب مايند” والرئيس التنفيذي الحالي للذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، مما يسمى بـ “ذهان الذكاء الاصطناعي” أو الوهم المتعلق بوعي الآلة، حيث عبر سليمان من خلال منشور على منصة “إكس” عن مخاوفه من هذه الظاهرة، مشيرًا إلى أن ما يسمى الذكاء الاصطناعي شبه الواعي “Seemingly Conscious AI – SCAI” قد يُعطي انطباعًا غير دقيق بأنه كيان واع، وهو أمر غير صحيح علميًا.
في ظل تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، يرى سليمان أن الانخراط البشري مع هذه التقنية ككائن واعٍ قد يتحول إلى تحدٍ اجتماعي ونفسي بالغ الخطورة، مما يجعل من الصعب عكس آثار ذلك على المدى الطويل. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة علمية تؤكد وعي الذكاء الاصطناعي، إلا أن الآثار الاجتماعية الناجمة عن هذه التصورات يمكن أن تكون عميقة وتؤثر على الكثيرين.
ويشير سليمان إلى أن الوهم بالوعي الاصطناعي قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية، حيث يمكن أن يختلط على البشر ما هو واقع وما هو خيال، لذا فإن الحاجة إلى وضع “ضوابط صارمة” لتطوير وتسويق تقنيات الذكاء الاصطناعي تزداد أهمية. وقد لاحظنا أن ظاهرة خروج روبوتات الدردشة عن السيطرة ليست جديدة، فهناك حالات سابقة لبرامج ذكاء اصطناعي قامت بخذف ملفات أو تنفيذ أوامر لم تطلب، بل وحتى كذبت بشأن ما حدث.
أكد سليمان على ضرورة أن تتجنب الشركات الترويج للذكاء الاصطناعي ككيان واعٍ، مشيرًا إلى أن ذلك يعمق سوء الفهم ويزيد المخاطر على المستخدمين. وتضيف تصريحات سليمان أبعادًا جديدة إلى النقاش حول سرعة تطور الذكاء الاصطناعي، وتأثيراته الاجتماعية والنفسية المحتملة. من جانبها، أكدت كل من OpenAI وجوجل التزامهما بجعل الذكاء الاصطناعي أكثر أمانًا واستقرارًا، إلا أن سليمان يرى أنه من الصعب التنبؤ بمستقبل هذه التقنية، مما يستوجب التحلي بالحذر في كل خطوة تتخذها الشركات.