تشهد صناعة التكنولوجيا انفجارًا جديدًا في عالم المتصفحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث يُعلن عنها على أنها الجيل التالي من متصفحات مثل “كروم” و”إيدج” و”سفاري”، بفضل قدرتها على تنفيذ المهام المعقدة نيابة عن المستخدمين، مما يمنحهم القدرة على تخصيص وقتهم لأعمال أخرى ذات أهمية أكبر، لكن هذه الثورة التكنولوجية ليست خالية من المخاطر، إذ أبدى خبراء الأمن الإلكتروني مخاوفهم من وجود ثغرات قد تكون لها تأثيرات سلبية على خصوصية المستخدمين وسلامة بياناتهم.
في هذا السياق، يتصدر متصفح Comet الذي أُطلق مؤخرًا من قبل شركة Perplexity AI، قائمة المتصفحات المثيرة للجدل، فعلى حسب تقرير صادر عن شركة Brave، المعروفة بتطوير متصفح يحمل الاسم نفسه، فإن “كوميت” يحتوي على ثغرة في خاصية تلخيص المحتوى، حيث ينفذ الأوامر الواردة من المستخدم دون تفريق بين التعليمات الصحيحة أو تلك المحتوية على شفرات خبيثة، مما يجعله عرضة لهجمات “حقن التعليمات البرمجية”، التي يمكن أن تمكن المهاجمين من الوصول إلى حسابات المستخدمين وسرقة بياناتهم الحساسة.
ويوضح خبراء الأمن بتقديم مثال عملي، فعندما يتصفح مستخدم “كوميت” موضوعًا على موقع “ريديت” يتضمن تعليمات مضللة في أحد التعليقات، ثم يطلب من المتصفح تلخيص المحتوى، قد يقوم المتصفح بتنفيذ تلك التعليمات الضارة دون تمييز، مما يؤدي إلى تسريب بيانات دخول المستخدم إلى منصة “Perplexity” مباشرة إلى المهاجم، وهذا السيناريو يبرز الحجم الحقيقي للخطر الناتج عن الاعتماد على هذه التقنية في غياب آليات حماية قوية.
شركة “Brave” أعلنت أنها قد أبلغت “Perplexity” بهذه الثغرة منذ الشهر الماضي، مما يسلط الضوء على ضرورة تبني إجراءات سريعة لمعالجة تلك المخاطر وتعزيز معايير الأمان، مشيرة إلى أن التهديدات مرتبطة بشكل أساسي بقدرات “كوميت” الذكية، بينما تسعى متصفحات بارزة مثل “كروم” للعمل على تطوير أدوات ذكاء اصطناعي مشابهة ولكن مع سياسات وصول أكثر أمانًا.
ومن المثير للاهتمام أن شركة “Perplexity” قد جذبت الانتباه الإعلامي في الفترة الأخيرة بسبب الشائعات حول اهتمام شركة “آبل” بالاستحواذ عليها، فضلاً عن إبرامها اتفاقية مع شركة الاتصالات “Airtel” لتقديم نسختها الاحترافية “Pro” لمستخدمي الهواتف المحمولة والإنترنت اللاسلكي.
لكن، يؤكد خبراء الأمن أن هذه النجاحات لن تكون كافية ما لم تتم معالجة التحديات المتعلقة بالخصوصية وأمن البيانات بسرعة، إذ قد تصبح هذه النقاط الضعيفة عقبة كبيرة أمام توسع الشركة في سوق الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي.