بعد انطلاق خمس جولات في مسابقة الدوري المصري الممتاز، لا يزال خط هجوم نادي الزمالك يعاني من صعوبة في التسجيل، مما أثار الكثير من التساؤلات حول قدرة المدير الفني البلجيكي يانيك فيريرا على تحسين هذا الجانب الحيوي للفريق، فالأرقام تتحدث بصوت عالٍ؛ حيث لم ينجح الفلسطيني عدي الدباغ في تسجيل أي هدف أو صنع فرصة حقيقية خلال مشاركته في 4 مباريات، جاعلاً إسهاماته تقتصر على 258 دقيقة خالية من التألق، ونفس الوضع ينطبق على ناصر منسي الذي لم يسجل أي أهداف في 5 مباريات، حيث لعب لمدة 177 دقيقة دون تأثير ملحوظ.
تزداد الأمور تعقيدًا مع المهاجم التونسي سيف الدين الجزيري، الذي لم يُعطَ الفرصة الكافية، حيث دقائق مشاركته لم تتجاوز 15 دقيقة في مباراة واحدة، مما يجعله بعيدًا عن اختيارات التشكيلة الأساسية رغم خبراته، وبالتوازي، لم يظهر عمرو ناصر بصورة جيدة، حيث شارك في 6 دقائق فقط، مما يعكس مشكلة حقيقية تعاني منها القلعة البيضاء في مركز المهاجم الصريح.
فقد حقق الفريق الأبيض ثلاثة انتصارات متتالية، حيث فاز على سيراميكا بهدفين دون رد، وعلى مودرن سبورت بهدفين مقابل هدف، وأيضًا انتصر على فاركو بهدف نظيف، بالإضافة إلى تعادل سلبي مع المقاولون العرب، لكن الأهداف جاءت معظمها من لاعبي الوسط والجناحين وليس من المهاجمين، ففي مباراة سيراميكا، سجل ناصر ماهر ومحمد شحاتة هدفين، بينما أضاف خوان ألفينا وشيكو بانزا هدفين على مودرن سبورت، وكان شيكو بانزا نفسه هو صاحب هدف الفوز على فاركو، كما جاء هدف الزمالك الوحيد في مواجهة وادي دجلة بتوقيع ناصر ماهر.
من الواضح أن فيريرا بدأ بوضع خطط حقيقية لمعالجة هذه الأزمة، حيث خصص تدريبات إضافية للمهاجمين لتحسين إنهاء الهجمات، وأعطاهم تعليمات فنية متكررة تتعلق بالحركة بدون كرة واستغلال الفراغات داخل منطقة الجزاء، كما يسعى إلى تجهيز بدائل هجومية متعددة في الفترة المقبلة، إذ يحتاج الزمالك إلى استراتيجيات أكثر تنوعًا للتسجيل خاصة مع تزايد حدة المنافسة على لقب الدوري، ويرى فيريرا أن الفريق يمتلك جودة عالية في خطوط الوسط والأطراف، لكن استمرار العقم التهديفي للمهاجمين قد يمثل تهديدًا حقيقيًا أمام الفرق الكبرى، مما يجعل معالجة هذه المشكلة أولوية قصوى له إذا كان يرغب في المنافسة بحزم على لقب الدوري.