
ترامب كموحد لأوروبا
في تحليلات اليوم، تسلط صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على تساؤل يتعلق بما إذا كان دونالد ترامب بإمكانه أن يصبح أهم موحد لأوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة، وذلك في سياق زيارته الأخيرة لواشنطن حيث التقى سبعة من قادة الدول الأوروبية والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
دور ترامب في تشكيل الهوية الأوروبية
يبدأ الكاتب مقاله بالإشارة إلى القمة التي جمعت بين ترامب وقادة أوروبيين، معتبراً أن الرقم سبعة قد يكون جواباً لسؤال يعود إلى هنري كيسنجر حول كيفية التواصل مع أوروبا. ويصف الاجتماع بأنه سبق دبلوماسي، إذ اجتمعت شخصيات بارزة من الناتو والمفوضية الأوروبية ودول مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وفنلندا للتحدث بتوافق حول المسألة الأوكرانية رغم الانقسامات السابقة.
ويشير الكاتب إلى أن هذا التكاتف الأوروبي تحقق نتيجة للأزمة التي خلقها ترامب من خلال أسلوبه في التعامل مع روسيا، مشيداً بحالة التضامن الحاضرة بالرغم من المخاوف التي أثارها في بداية القتال بين روسيا وأوكرانيا. ومع ذلك، يشدد على أن ترامب، على الرغم من تفكيكه لما تبقى من حركة الغرب، يلعب أيضًا دورًا غير مقصود في إعادة تشكيل الهوية الجماعية في أوروبا.
من جهة أخرى، يناقش الكاتب فرص تحقيق السلام في أوكرانيا في ضوء الدعم المتزايد من الحلفاء، مشيراً إلى أن القادة الأوروبيين قد اتفقوا على ضرورة تقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، مستبعدين وقف إطلاق النار. وذلك ارتباطًا بشرط المساعدات المالية التي يقع على عاتق الدول الأوروبية في إطار العلاقة مع الولايات المتحدة.
تدور الأحداث لتعكس كيف أن التحول في السياسة الدولية يسعى إلى إيجاد حل وسط رغم العواقب السلبية المحتملة في حال تفشي الفوضى ثانية، مذكراً بتصريحات أحد القادة الأوروبيين حول القضايا الحالية. يسعى الكاتب إلى استنطاق الأفق أمام أوروبا في إطار الأحداث العالمية المعقدة اقترابًا من الوصول إلى حلول تأخذ في الاعتبار كافة الأطراف المعنية، بعد مسار من المعاناة والوجع الذي شهدته أوكرانيا.
هذا السياق يسلط الضوء أيضًا على تطورات الصراع في غزة، حيث تم تناول موقف بعض الكتاب الإسرائيليين الذين يطلبون إعادة بناء لغة التواصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين في خضم الأزمات الحالية. بالمثل، تناقش وسائل الإعلام التركية الدور الذي تلعبه أنقرة في محاربة التمدد الإسرائيلي في الوقت الذي تتجلى فيه التساؤلات حول الاستجابة العالمية لمثل هذه التحديات.