
بعد أيام قليلة من مطالبته باستقالة الرئيس التنفيذي لشركة إنتل، ليب بو تان، أثنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تان بعد اجتماع وصفه بأنه “مثير للاهتمام للغاية”، وذلك وفقًا لتقرير من رويترز. جاء هذا التغيير في موقف ترامب بعد أن انتقد تان مسبقًا لوصفه بأنه “يتعارض بشدة” مع الاستثمارات في شركات التكنولوجيا الصينية المرتبطة بالجيش الصيني.
وفي تصريحاته السابقة، ذكر ترامب أنه “لا يوجد خيار آخر” سوى استقالة تان، وهو ما يمثل مطلبًا علنيًا نادرًا من رئيس أمريكي لعزل رئيس شركة. ومع ذلك، أفاد ترامب أنه التقى تان برفقة وزير التجارة هوارد لوتنيك ووزير الخزانة سكوت بيسنت، وأشاد بـ”قصة تان المذهلة”، مؤكدًا أن المجموعة ستقدم له اقتراحات الأسبوع المقبل. عقب هذا الخبر، ارتفعت أسهم إنتل بنسبة 3% في تداولات ما بعد ساعات العمل.
تولى تان، الذي يحمل الجنسية الأمريكية ويعود أصله إلى ماليزيا، رئاسة إنتل منذ حوالي ستة أشهر، ويسعى منذ ذلك الحين لتحسين وضع الشركة الرائدة في صناعة الرقائق، حيث أشرف على تغييرات استراتيجية واسعة تتضمن بيع الأصول وتقليص عدد الموظفين وإعادة توجيه الموارد. تواجه إنتل تحديات كبيرة لاستعادة مكانتها في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي الذي تهيمن عليه إنفيديا على الرغم من الصعوبات في طموحاتها التصنيعية.
في وقت سابق، أفادت تقارير رويترز أن تان وصناديق مرتبطة به استثمروا أكثر من 200 مليون دولار في مئات الشركات الصينية، بما في ذلك شركات تتعامل مع جيش التحرير الشعبي. ورغم أن هذه الاستثمارات تعتبر قانونية ما لم تكن مرتبطة بشركات مدرجة على القائمة السوداء لوزارة الخزانة الأمريكية، فإنها أثارت تدقيقًا من المشرعين والبيت الأبيض. وأوضحت إنتل أن تان سحب استثماراته من كيانات صينية، رغم أن التفاصيل لا تزال غير واضحة.
في بيان صدر بعد اجتماع يوم الاثنين، أفادت إنتل بأن تان أجرى حوارًا “صريحًا وبناءً” مع ترامب تناول تعزيز القيادة الأمريكية في مجالات التكنولوجيا والتصنيع. وتعهدت الشركة بالعمل عن كثب مع الإدارة الأمريكية “لاستعادة هذه الشركة العظيمة”.
جاءت انتقادات ترامب الأولى لتان بعد رسالة من السيناتور الجمهوري توم كوتون إلى مجلس إدارة إنتل، والتي أثارت تساؤلات حول علاقاته السابقة بالأعمال. وقد زاد ذلك من الضغوط على الشركة، التي تلقت دعمًا بقيمة 8 مليارات دولار العام الماضي بموجب قانون رقائق الكمبيوتر لعام 2022 لتوسيع عملياتها التصنيعية في الولايات المتحدة.
تواجه إنتل تحديات كبيرة في جهود التحول، بما في ذلك تأخيرات في مصنعها المزمع إقامته في أوهايو، الذي من غير المتوقع أن يكتمل قبل العقد المقبل، بالإضافة إلى مشاكل في الجودة في عملياتها الجديدة. كما أباطأت الشركة من خطط توسع مصانعها في الخارج.
إن تدخل ترامب، سواء بالنقد أو الإشادة، يعكس استعداده للتدخل المباشر في إدارة الشركات. ويأتي ضمن جهود أوسع من البيت الأبيض لضمان أن يقود الأشخاص في الصناعات الاستراتيجية، وخاصة أشباه الموصلات، توقيعًا يتماشى مع المصالح الوطنية والاقتصادية الأمريكية.