تعرّف على الكمية المذهلة من انبعاثات الكربون التي تنتجها هواتف آيفون الحديثة وتأثيرها البيئي.

لا يمكن إنكار أن هاتف «آيفون» أصبح جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، لكن خلف المظهر الأنيق والتكنولوجيا المتقدمة يكمن ثمن بيئي غير مرئي للعين المجردة. يكشف تقرير أبل البيئي الجديد، الصادر في سبتمبر 2025، عن بصمة الكربون لطرازَي آيفون 17 برو وآيفون 17 برو ماكس، مما يسلط الضوء على التحول الرقمي الذي يمثله هذا الجهاز.

مستويات انبعاث الكربون: الآيفون 17 برو وبرو ماكس

تُنشر تقديرات أبل بأن هاتف آيفون 17 برو بسعة 256 غيغابايت يُنتج حوالي 64 كيلوغراماً من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (CO₂e) طوال دورة حياته، بدءاً من استخراج المواد وحتى التخلص منها. بالنسبة لجهاز برو ماكس، فإن انبعاثاته تصل إلى 67 كيلوغراماً، وتزداد تدريجياً لتصل إلى 134 كيلوغراماً عند التخزين 2 تيرابايت.

التوجه نحو الطاقة المتجددة والتدوير

رغم أن الأرقام مشابهة لنماذج سابقة، تؤكد أبل أنها حققت تقدماً كبيراً في تقليل البصمة البيئية من خلال تعديلات في هيكلية الإنتاج. يتم الحصول على 40% من الكهرباء المستخدمة في التصنيع من مصادر طاقة متجددة، بينما 30% من مواد التصنيع معاد تدويرها تشمل: 100% من الكوبالت، و95% من الليثيوم، و100% من الذهب والقصدير والنحاس، و80% من الفولاذ، و100% من العناصر الأرضية النادرة.

تحسين التغليف وفعالية النقل

استخدام ألياف ورقية بالكامل في التغليف أدى إلى إمكانية شحن 25% وحدات إضافية في كل رحلة، مما يقلل من انبعاثات النقل والهدر الورقي. فيما يتعلق بكفاءة الطاقة، يُظهر آيفون 17 برو انخفاضًا في الاستهلاك بنسبة 55% مقارنة بالمعايير الأميركية للشواحن. كما تعتمد المصانع ضمن برنامج «المياه النظيفة» على إعادة استخدام ما يصل إلى 50% من المياه بحلول عام 2030.

تاثير الانبعاثات عبر الأجيال المختلفة

رغم هذا التقدم، تبقى انبعاثات 64 كيلوغراماً لكل هاتف رقمًا غير قابل للتجاهل. مع بيع ملايين الأجهزة سنوياً، تكون البصمة الإجمالية هائلة. ومع ذلك، تظهر المقارنات بين الأجيال أن الانبعاثات تسجل انخفاضاً تدريجياً، من 64 كجم في آيفون 13 إلى 56-75 كجم في آيفون 15، وهذا بفضل زيادة استخدام الطاقة المتجددة وإعادة تدوير المواد.

هل يمكن تحقيق الحياد الكربوني في آيفون؟

تسعى أبل للوصول إلى حياد كربوني لجميع منتجاتها بحلول 2030، من خلال الاعتماد الكامل على الطاقة النظيفة وتوسيع البرامج الخاصة بإعادة التدوير. ومع ذلك، يبقى تحقيق الحياد الكربوني في صناعة الهواتف الذكية تحدياً كبيراً بسبب التعقيدات في شبكات الإمداد والنقل واستهلاك البيانات. خطوات أبل تُظهر تقدماً لا يُستهان به، لكن الطريق نحو «آيفون بلا أثر كربوني» ما زال طويلاً، حيث يتطلب تغيير سلوك المستهلكين وأنماط الاستهلاك.