
الأرتيميسينين والعلاج البديل للسرطان
لقد كان لاستخدام النباتات دور بارز في الطب البديل لعلاج العديد من الأمراض. وقد أثار مركب الأرتيميسينين، المستخلص من نبات الشيح، اهتمام الباحثين كعلاج محتمل لمرض السرطان، وخصوصاً سرطان الثدي، وذلك بفضل النتائج المشجعة التي تم نشرها في موقع “Science”.
تشير الدراسات إلى أن هذا المركب يمتلك القدرة على استهداف خلايا سرطان الثدي بشكل فعال دون التسبب في ضرر للخلايا السليمة المحيطة بها.
خصائص الأرتيميسينين في مكافحة السرطان
1. تركيز الحديد العالي: تعاني خلايا السرطان من مستويات أعلى من الحديد مقارنة بالخلايا الطبيعية، وذلك لأن هذه الخلايا تستنزف الحديد لتعزيز معدل انقسامها.
2. مستقبلات الترانسفيرين: تلعب هذه المستقبلات دوراً في جذب الحديد إلى داخل الخلايا، مما يجعل خلايا السرطان عرضة لهجوم الأرتيميسينين.
3. التأثير النهائي: يرتبط الأرتيميسينين مع الحديد ليولد جذور حرة، مما يؤدي إلى تدمير الجزيئات داخل الخلايا السرطانية وموتها.
قام فريق بحثي من جامعة واشنطن، بقيادة المهندسين البيولوجيين هنري لاي وناريندرا سينغ، بتجربة علمية واعدة. في هذه التجربة، تم إثراء خلايا سرطان الثدي المقاومة للإشعاع مع خلايا الثدي الطبيعية بمركب الهولوترانسفيرين لنقل الحديد. تم بعد ذلك حقن الخلايا بمادة الأرتيميسينين، وكانت النتائج مثيرة حيث توفيت جميع خلايا السرطان خلال 16 ساعة، في حين أصيبت نسبة ضئيلة جداً من الخلايا الطبيعية بضرر طفيف.
يعتبر د. جاري بوزر، الكيميائي العضوي بجامعة جونز هوبكنز، أن النتائج تعتبر “واعدة للغاية”، ولكنه أوصى بتكرار هذا البحث من قبل باحثين مستقلين. كما دعا إلى ضرورة اختبار الأرتيميسينين على مزيج من الخلايا الطبيعية والسرطانية لمحاكاة الظروف الفعلية في الجسم.
يرى العلماء أن هناك إمكانية لاستخدام الأرتيميسينين في معالجة أنواع أخرى من السرطان بجانب سرطان الثدي. وعلى الرغم من النتائج الأولية المشجعة، يؤكد الباحثون على أهمية إجراء تجارب سريرية موسعة للتحقق من فعالية الأرتيميسينين وسلامته. النجاح في هذه الأبحاث قد يفتح الطريق لعلاجات أكثر أمانًا وفعالية، مستفيدة من الخصائص الطبيعية للأعشاب.