
في ظل التقلبات المختلفة التي يشهدها سوق الأسهم السعودي، أشار خبير التحليل التوافقي محمد المغيري إلى أن المؤشرات الفنية الحالية تدل على دخول مؤشر السوق السعودي “تاسي” منطقة ارتداد فعلية، في انتظار ظهور محفزات إيجابية قد تعزز من استمرار هذا الاتجاه الصاعد في الأيام القادمة.
أخبار إيجابية تدفع تاسي نحو الارتداد للأعلى
أفاد المغيري خلال ظهوره في برنامج “السوق” الذي يُبث عبر إذاعة العربية إف إم، بأن مؤشر السوق يتواجد حاليًا عند مستوى تقني حيوي، يعكس إمكانية تغيير الاتجاه العام للسوق نحو الصعود. وقد أوضح أن هذه المنطقة تعتبر نقطة ارتداد حاسمة وفقًا لنماذج التحليل التوافقي، التي تعتمد على أنماط تاريخية تتيح للمحلل التنبؤ بالتغيرات المقبلة في السوق بدقة.
مرتفعات دافعة
أوضح المغيري أن جلسة يوم الثلاثاء شهدت إغلاقًا بقيمة تداولات بلغت 5.5 مليار ريال سعودي، مما يعكس عودة النشاط النسبي إلى السوق، بدعم واضح من عدة قطاعات استراتيجية، تشمل:
- قطاع الطاقة: المرتبط بتحركات أسعار النفط والتوجهات الجيوسياسية.
- قطاع المواد الأساسية: الذي يتضمن الشركات العاملة في مجال الأسمنت والبتروكيماويات والمعادن، والتي لها دور محوري في تحفيز السيولة.
- قطاع المرافق العامة: الذي يعد قطاعًا مستقرًا يساهم في استقرار السوق.
- قطاع الاتصالات: الذي يشهد نموًا مستدامًا بفضل التوسع في الخدمات الرقمية والبنية التحتية.
وأضاف أن الشركات الرائدة في هذه القطاعات ساهمت بشكل رئيسي في دفع السوق نحو الإغلاق الإيجابي، مما يعكس ثقة المستثمرين المؤسسيين والأفراد في هذه الأصول على المدى الطويل.
أهمية المعلومات الإيجابية
لفت المغيري الانتباه إلى أن الأسواق لا تتأثر فقط بالتحليل الفني أو المؤشرات المالية، بل إن الأخبار الاقتصادية والسياسية لها دور رئيسي في توجيه قرارات المستثمرين. وأكد أن وجود أخبار إيجابية على الصعيدين المحلي والدولي سيكون المحفز اللازم لمواصلة الاتجاه الصاعد للسوق، مشيرًا إلى أن تأثير هذه الأخبار على نفسية المستثمرين يمكن أن يُسرع من تحقيق الأرباح.
توقعات مشجعة
اختتم المغيري تحليله بالإشارة إلى أن جلسة الثلاثاء قد تمثل بداية فعلية لموجة صعود جديدة، شريطة توافر الظروف المواتية من حيث البيانات الاقتصادية أو المؤشرات القطاعية، أو حتى السياسات المالية والنقدية المتبعة في المملكة. وشدد على ضرورة الحذر والتركيز على استراتيجيات تداول ذكية تستند إلى تحليل فنّي معمق، مع تجنب الردود العاطفية.
هل نحن أمام صعود مستدام أم ارتداد مؤقت؟
بناءً على المؤشرات الحالية، يبدو أن السوق السعودي يتجه نحو مرحلة انتقالية دقيقة قد تحمل فرصًا واعدة للمستثمرين. لكن يبقى العامل الحاسم هو الزخم الإخباري القادم ومدى تأثيره في تأكيد ذلك الارتداد وتحويله إلى اتجاه صاعد مستقر. لذا فإن أعين المتداولين والمحللين تترقب الأحداث الاقتصادية القادمة والبيانات الرسمية التي قد تحدد مسار مؤشر “تاسي” خلال الأسابيع المقبلة.