
ارتفاع الأسهم وبيانات التضخم الأمريكية
ارتفعت الأسهم إلى مستويات قياسية بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت متوافقة مع التوقعات، مما زاد التوقعات بأن يشهد مجلس الاحتياطي الفيدرالي فرصة لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر. ارتفع مؤشر “إم إس سي آي” للأسواق العالمية بنسبة 0.1% مسجلاً مستوى قياسياً جديداً، متأثراً بموجة الصعود التي شهدتها “وول ستريت”. كما زاد معدل مؤشر الأسهم في آسيا بنسبة 0.7% بفضل تسجيل مؤشر “نيكاي-225” في اليابان رقمًا قياسيًا جديدًا، حيث ارتفعت الأسهم في شنغهاي إلى أعلى مستوياتها منذ ديسمبر 2021. بعد ذلك، استقر الدولار بعد تراجعه في الجلسة السابقة، في حين انخفضت السندات الأمريكية مع ارتفاع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.30%.
التوقعات بشأن مبيعات التجزئة
على الرغم من تسارع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة إلى أعلى وتيرة له منذ بداية العام، فإن الزيادة الطفيفة في أسعار السلع خففت القلق حول انتقال ضغوط الرسوم إلى مستويات أوسع من الأسعار. بعد صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلكين، سيتحول اهتمام المستثمرين نحو بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية المنتظر صدورها يوم الجمعة، بحثًا عن مؤشرات تدل على تفاؤل المستهلكين كما أشارت تعليقات الشركات في تقارير أرباحها.
وذكرت إلين زينتنر من “مورغان ستانلي ويلث مانجمنت” أن “التضخم في ارتفاع، لكنه لم يصل إلى مستويات الخوف التي انتظرها البعض. على المدى القصير، من المحتمل أن ترحب الأسواق بهذه الأرقام لأنها قد تمنح الاحتياطي الفيدرالي الفرصة للتركيز على ضعف سوق العمل، مما يجعل خفض الفائدة في سبتمبر احتمالًا مطروحًا”.
في سياق متصل، انخفضت السندات الأمريكية وسط قلق بشأن احتمال أن يؤدي تسريع السياسات النقدية إلى تجدد التضخم، حيث تسعى الأسواق المالية للتنبؤ بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الشهر المقبل. وفي اليابان، انخفضت السندات قبل مزاد سندات لأجل خمس سنوات وسط تجدد المخاوف بشأن ضعف السيولة والتقلبات في سوق الدين. حيث أبقى الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير هذا العام، بهدف تقييم تأثير الرسوم الجمركية على مستويات التضخم، بينما تشير سوق العمل إلى تراجع في النمو. كما أكدت ألكسندرا ويلسون-إليزوندو من “غولدمان ساكس أسيت مانجمنت” أن “تلك القراءة للتضخم تعزز إمكانية وجود خفض وقائي للفائدة في سبتمبر، مما سيكون له تأثير كبير على الأسواق، مع توجه الانتباه نحو سوق العمل”.
إلى جانب ذلك، قام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بتوسيع انتقاداته لجيروم باول، بسبب قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة، مشيرًا إلى أنه يدرس رفع دعوى قضائية ضد رئيس البنك المركزي بسبب تجاوز تكاليف مشروع تجديد مقره الميزانية. في الوقت نفسه، أوضح وزير الخزانة سكوت بيسنت في مقابلة مع “فوكس بيزنس” أن “السؤال الحقيقي هو ما إذا كان يتعين علينا خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر”. في آسيا، أعلنت الصين عن فرض رسوم إضافية على بذور اللفت الكندية بعد تحقيق لمكافحة الإغراق، مما أدى إلى تصعيد النزاع التجاري الذي أثر على تدفقات هذه المحاصيل.