
عزلة إسرائيل المتزايدة في الساحة الدولية
تواجه إسرائيل عزلة متزايدة على المستوى العالمي، حيث تزايدت ردود الفعل العنيفة على حرب غزة ما أثار المخاوف بين المسافرين ورجال الأعمال الإسرائيليين من احتمال تحول بلادهم إلى دولة منبوذة. فعندما حاولت سفينة سياحية إسرائيلية الوصول إلى جزيرة سيروس اليونانية، تجمع المئات من السكان المحليين احتجاجًا على ذلك، مما أعاد السفينة إلى قبرص لأسباب أمنية، وهو ما دفع العديد من الإسرائيليين للتساؤل عن مستقبلهم السياحي في دول طالما ارتبطوا بها بعلاقات إيجابية.
انفصال الدبلوماسي
بعد مرور عامين على حرب الإبادة، أصبحت الانتقادات والتحذيرات تدق ناقوس الخطر بشأن وضع إسرائيل الدولي. فالتقرير يشير إلى تصاعد الانتقادات والعقوبات وزيادة المطالب الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقد رصد المعلقون الإسرائيليون ما سموه بــ “تسونامي دبلوماسي”، مشيرين إلى التحذيرات التي أطلقها وزير الدفاع السابق إيهود باراك، حول أن غياب عملية سلام يمكن أن يؤدي بإسرائيل إلى حالة زوال على غرار نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
وفي ظل ارتفاع حدة القتال في غزة وما يتبعه من مأساة إنسانية، تزايد القلق الدولي. فقد عبّر العديد من القادة الغربيين عن تذمرهم من التصعيد الإسرائيلي، حيث وصف المستشار الألماني الرد الإسرائيلي بأنه “لم يعد مبررا”، وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن الكارثة الإنسانية على وشك الحدوث. بالإضافة إلى ذلك، هناك توجه متزايد من عدة دول للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الاجتماعات المقبلة للأمم المتحدة.
كما عانت إسرائيل من عزلة شبه كاملة تحت ضغوطات متزايدة من المجتمع الدولي الذي اتهمها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بينما يسعى نتنياهو لمواجهة هذه الضغوط دون أن يظهر نية وازنة لتغيير استراتيجياته. وقد بدأ بعض المستثمرين في الابتعاد عن السوق الإسرائيلية، حيث وضعت شركات وكيانات مالية شروطا صارمة على استثماراتها بسبب الظروف الراهنة في غزة، وهو ما أثار مخاوف بشأن الاستدامة الاقتصادية في البلاد.
إن الرأي العام الإسرائيلي بدأ يدرك طبيعة التحديات الحالية، ويرى أن ذلك يتجاوز مجرد انتقادات عابرة، حيث تسود مخاوف من أحداث مشابهة لما شهدته دول أخرى في تاريخها. ومع ذلك، يبقى على حكومة نتنياهو تحديد موقفها من الاستجابة للضغوط المتزايدة، وسط تجاذبات سياسية داخلية وخارجية.
في نهاية المطاف، لا تزال المرحلة القادمة تحمل مخاطر جسيمة بالنسبة لإسرائيل، مع تصاعد الضغوطات الناتجة عن الحرب المستمرة وتأثيرها على صورة البلاد وما يمكن أن يترتب عليها من aislamiento سياسي واقتصادي قد يمس وجودها في الساحة الدولية.
(القدس العربي + وكالات)