حوت الأوركا جيسيكا يتسبب في حادثة مأساوية تعيد الجدل العالمي حول احتجاز الحيتان القاتلة في الأسر

في مشهد بدأ بأجواء من المرح والمتعة الممزوجة بالتثقيف داخل أحد العروض البحرية حوت الأوركا جيسيكا سرعان ما تحول كل شيء إلى لحظة مأساوية مروعة ستظل عالقة في أذهان الحاضرين جيسيكا رادكليف المدربة المحترفة التي كرست سنوات طويلة من حياتها لتدريب الحيتان القاتلة والتعامل معها بمهارة عالية، كانت تقدم عرضا اعتياديا أمام الجمهور قبل أن ينقلب المشهد في لحظة خاطفة إلى صدمة وذهول عما كان الجميع يتوقعه.

حوت الأوركا جيسيكا

انطلق عرض حوت الأوركا جيسيكا في بدايته كما هو مألوف تماما، حيث قدمت الحوت القاتل كيرا حركاتها البهلوانية المبهرة وسط تصفيق حار يملأ الأرجاء، بينما ارتسمت على وجه جيسيكا ابتسامة واثقة تعكس خبرتها الطويلة وحبها لعملها:

• غير أن هذه الابتسامة سرعان ما تلاشت في لحظة صادمة حين أظهرت كيرا سلوكا عدوانيا مفاجئا وغير مألوف لتنقض على مدربتها وتسحبها بقوة هائلة إلى أعماق الما  وتبقيها هناك لما يزيد على عشر دقائق متواصلة، جميع محاولات الإنقاذ باءت بالفشل أمام القوة الجبارة لذلك المخلوق العملاق.
• وبحسب روايات شهود العيان فقد كان المشهد أقرب إلى كابوس حي يتكشف أمامهم إذ رأوا جيسيكا وهي تكافح بكل ما أوتيت من قوة لمحاولة الإفلات، بينما كان الوقت يمر بسرعة مروعة، في تلك اللحظات هرع فريق الإنقاذ للغوص والتدخل لانتشالها إلا أن جهودهم الشاقة لم تفلح في إنقاذ حياتها.
• وعندما تمكنوا أخيرا من إخراجها إلى السطح كانت جثة هامدة بلا أي علامات للحياة مما ترك الحاضرين في حالة من الصدمة العميقة والذهول الذي خيم على المكان بأسره.

حادثة جيسيكا رادكليف تعيد النقاش حول الحيتان القاتلة في الأسر

الفيديو الذي التقطه أحد الزوار للحظات المأساوية، قبل أن يتم حذفه لاحقا احتراما لمشاعر عائلة الضحية وخصوصيتها أعاد إشعال النقاش العالمي حول الجوانب الأخلاقية والإنسانية المرتبطة باحتجاز الحيتان القاتلة في الأسر:

• فقد شدد نشطاء حقوق الحيوان على أن مثل هذه الحوادث ليست بالأمر النادر مؤكدين أن الطبيعة الغريزية لهذه الكائنات البحرية المفترسة تجعل الاحتفاظ بها في بيئات مغلقة أمرا محفوفا بالمخاطر مهما بلغت درجة التدريب أو الرعاية.
• ورغم النهاية الحزينة التي أنهت حياة جيسيكا إلا أن اسمها سيبقى محفورا في ذاكرة زملائها ومحبيها كرمز للشغف والإخلاص في العمل، فقد كانت تنظر إلى مهنتها باعتبارها رسالة إنسانية تهدف إلى نشر الوعي بأهمية حماية الحياة البحرية والحفاظ على توازنها، لكنها رحلت في مشهد يلخص المفارقة المؤلمة بين ولع الإنسان بجمال الطبيعة وبين قوة هذه الطبيعة التي لا يمكن التنبؤ بها أو السيطرة عليها بالكامل.