
تولي وزارة الأوقاف المصرية اهتماما بالغا بتوجيه الخطاب الديني المعتدل وترسيخ القيم الأخلاقية والوطنية في المجتمع، من خلال خطب الجمعة الموحدة التي تعد واحدة من أبرز أدواتها التوعوية والدعوية وتأتي خطبة الجمعة القادمة في هذا السياق، لتجسد استمرار جهود الوزارة في معالجة القضايا الفكرية والاجتماعية من منطلق شرعي رصين يرتكز على مبادئ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مع الأخذ في الاعتبار مستجدات الواقع وتحديات العصر وتعكس خطبة الجمعة التي تصدرها الوزارة كل أسبوع رؤية مؤسسية واضحة المعالم، تهدف إلى بناء وعي ديني سليم، ومواجهة مظاهر الغلو والتطرف وتعزيز الانتماء للوطن ومفهوم المواطنة الصحيحة ومن خلال موقع تواصل نيوز سوف نقدم لكم خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف.
خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف
من خلال موقع تواصل نيوز سنتعرف على خطبة الجمعة القادمة من وزارة الأوقاف فهو كالتالي:
- يعد الرفق أحد أعمدة الأخلاق الإسلامية التي دعا إليها النبي محمد في أقواله وأفعاله، وجعلها معيارا للتعامل الراقي مع النفس والناس.
- قال رسول الله إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وهو توجيه نبوي واضح بأن الرفق ليس ضعفا، بل قوة ناعمة تثمر نتائج أعمق من أي عنف.
- الرفق مطلوب في كل شيء: في العبادة، في الدعوة، في العلاقات الاجتماعية في تربية الأبناء وحتى في الاختلاف مع الآخرين.
- وقد بين النبي أن الرفق زينة لكل سلوك، فقال: ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه مما يدل على أن غياب الرفق يفسد أجمل المواقف.
- جاء الإسلام بمنهج الوسطية الذي يتجنب الإفراط والتفريط ويوازن بين مطالب الروح والجسد وبين الدنيا والآخرة، وبين الحقوق والواجبات.
- القرآن الكريم وصف أمة الإسلام بقوله: وكذلك جعلناكم أمة وسطا أي أمة متوازنة في فكرها وعقيدتها وسلوكها.
- الوسطية لا تعني التهاون في الدين، بل تعني الفهم العميق والتطبيق المتزن، وهي antidote طبيعي لكل مظاهر الانغلاق أو الانفلات.
- هذه الوسطية تظهر في التشريعات، في العبادات، في المعاملات، وفي نظرة الإسلام للعالم والإنسان والحياة.
الغلو والتشدد والتنطع
نهى الله تعالى صراحة عن الغلو في الدين، فقال: يا أهل الكتاب لا تغلوا فِي دينكم والغلو هنا هو تجاوز حدود الاعتدال بالتشدد والتحميل فوق الطاقة:
- النبي حذر أمته من الوقوع في التنطع، أي التعقيد المفرط في الأمور الدينية، وقال هلك المتنطعون ثلاثا.
- الغلو لا يدل على قوة الإيمان، بل على سوء فهم للدين، وقد يؤدي بصاحبه إلى عواقب وخيمة، منها التنفير من الإسلام وتشويه صورته.
- عبر التاريخ، كانت مظاهر الغلو سببا في ظهور التطرف والانقسامات الفكرية، مما يبرز أهمية التوازن والعودة إلى فهم النصوص ضمن مقاصدها.
- إن من أعظم ما يتميز به الدين الإسلامي أنه دين رحمة ورفق وعدل واعتدال يأبى التشدد وينهى عن الغلو، ويربي أتباعه على التوازن في الفكر والسلوك. وهذه المبادئ ليست مجرد شعارات، بل هي قواعد ثابتة تؤسس لمجتمع متماسك، متسامح ومتماشي مع فطرة الإنسان وحاجاته الروحية والمادية. ومن هذا المنطلق، فإن دعوة الإسلام إلى الرفق ونبذه للتشدد، هي دعوة إلى الحياة الكريمة بكل أبعادها.