خلافات غير مسبوقة في قيادة الجيش الإسرائيلي حول تصعيد الغارات على غزة

خلافات غير مسبوقة في قيادة الجيش الإسرائيلي حول تصعيد الغارات على غزة

يشهد الجيش الإسرائيلي خلافاً داخلياً متزايداً بين قائد سلاح الجو وقائد المنطقة الجنوبية حول توسيع الغارات الجوية على قطاع غزة، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت. حيث يكشف التقرير عن صراع حاد بين اللواء تومر بار، قائد سلاح الجو، واللواء يانيف عاسور، قائد المنطقة الجنوبية، بشأن مطالب الأخير بزيادة الضربات الجوية.

صراع في القيادة العسكرية

أفادت التقارير أن اللواء بار رفض الموافقة على مطالب القيادة الجنوبية، مشيراً إلى القلق من ارتفاع نسبة استهداف المدنيين، واعتبر أن بعض العمليات تفتقر إلى الأسس العسكرية والمهنية. وتفاقم الخلاف خلال اجتماع في تل أبيب، حيث حذّر عاسور من تداعيات تدخل بار في خطط العمليات العسكرية، متهماً إياه بعرقلة تنفيذ العمليات الهجومية.

جاء رد بار قوياً، حيث أشار إلى سوء الأداء المهني كأحد أسباب رفضه لبعض الغارات، وهو ما أثار غضب قائد المنطقة الجنوبية الذي انتقد الانفصال بين القيادة في تل أبيب والأرض. وقد استدعى هذا التوتر تدخل رئيس الأركان، الذي وجّه انتقادات لقائد المنطقة الجنوبية، واعتبر أن لهجته في النقاش العسكري غير مقبولة.

أزمة قيادية وتعقيدات داخلية

تشير المصادر العسكرية إلى أن اللواء عاسور هو نفسه يعاني من مواجهات مستمرة مع قادة آخرين في هيئة الأركان، مما أدى إلى تقليص التفاعل معه. هناك توترات داخل المؤسسة العسكرية حول استمرارية العملية البرية في غزة، التي كان الهدف منها تعزيز الضغط على حركة حماس. إلا أن هذه العمليات لم تحقق النتائج المرجوة، بل أدت إلى زيادة حدة الانتقادات الدولية بسبب ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.

على صعيد آخر، وصف مسؤول أمني الغارات الأخيرة بأنها ضربات تستهدف عناصر أقل أهمية في حماس، معتبراً أن الأضرار الجانبية كانت أكبر من الفوائد. فالأزمة الحالية في القيادة تدل على استياء متزايد من الأداء العسكري، وسط تعقيدات إضافية تسببت فيها قرارات سياسية عليا بتقليص التغطية الإعلامية من قطاع غزة.

يثير هذا الصراع القلق بين الطيارين المشاركين في العمليات، حيث أصبح الوضع غير مستقر مع تداخل الأوامر والتوجيهات. وقد أشار الطيار السابق، جاي بوران، إلى ضرورة تفعيل التنسيق بين مختلف السلطتين العسكرية، مما يجعل من الضروري وجود توافق للحد من سوء الفهم والارتباك بين القوات المختلفة والمواقف المتباينة للقادة.