
في تطور ملحوظ جذب انتباه المنطقة والعالم، تم الكشف عن منجم ذهب جديد في إحدى الدول العربية، مما يعزز مكانته ضمن قائمة أكبر المناجم في المنطقة ويصبح أحد الأعمدة الخمسة التي تدعم قطاع التعدين العربي. يمثل هذا الاكتشاف ثروة استراتيجية تعزز الاقتصاد الوطني، وتجذب الاستثمارات الأجنبية، وتقوي من تواجدها في أسواق الذهب العالمية. على الرغم من تنوع الظروف الجغرافية والسياسية بين هذه الدول، تظل مناجم الذهب مصادر أساسية للدخل وأعمدة اقتصادية توفر الآلاف من فرص العمل وتساهم في دعم العملات الوطنية من خلال التصدير. من مصر إلى موريتانيا، مرورًا بالسعودية والسودان، يتم تناسق جهود هذه المشاريع بين الإرث التاريخي لاستخراج الذهب وتبني تقنيات حديثة تراعي المعايير البيئية وتلتزم بمبادئ التنمية المستدامة.
منجم الذهب في الوطن العربي
أعدّت منصة “الطاقة” تقريرًا شاملاً استنادًا إلى بيانات رسمية ومعلومات من شركات تشغيل المناجم، لتسلط الضوء على أبرز خصائص هذه المناجم فيما يتعلق بالإنتاج والاحتياطي والتكنولوجيا والتوسعات المستقبلية.
منجم الذهب السكري – مصر
يُعتبر منجم السكري، الذي يقع في صحراء النوبة، واحدًا من أكبر مناجم الذهب في العالم، حيث يمتد على مساحة 160 كيلومترًا مربعًا. بدأ الإنتاج التجاري فيه عام 2010، وقد بلغ إجمالي إنتاجه حتى عام 2024 نحو 5.8 مليون أوقية. في عام 2023، سجل المنجم إنتاج 450 ألف أوقية بتركيز 1.27 غرام/طن. يعتمد المنجم على تقنية استخلاص الذهب بالكربون (CIL) ويضم محطة طاقة شمسية بقدرة 36 ميغاواط ضمن جهوده لتعزيز الاستدامة.
أبرز مناجم الذهب العالمية
منجم تازيازت – موريتانيا
يقع منجم تازيازت في الشمال الموريتاني، وهو يدير من قبل شركة “كينروس” الكندية ويعتبر واحدًا من أعمدة الاقتصاد المحلي. بدأ الإنتاج فيه عام 2007، وتصل احتياطياته المؤكدة إلى حوالي 7.86 مليون أوقية. على الرغم من تراجع الإنتاج إلى 170 ألف أوقية في عام 2021، إلا أن المنجم يوفر نحو 3500 فرصة عمل، 90% من العمالة منهم موريتانيون. يتم العمل حاليًا على إنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 34 ميغاواط ونظام تخزين طاقة لتقليل الاعتماد على الوقود.
منجم منصورة ومسرة – السعودية
يُعتبر منجم “منصورة ومسرة” الأحدث والأكبر في المملكة العربية السعودية، حيث بدأ الإنتاج التجاري فيه في بداية عام 2024. بلغت قيمة الاستثمارات فيه أكثر من 880 مليون دولار، مع قدرة إنتاج سنوية تصل إلى 250 ألف أوقية. يستخدم المنجم تقنية “الأوتوكلاف” الحديثة لاستخلاص الذهب من الخامات، ويُتوقع أن يتم توسيع نطاق الاكتشافات الجيولوجية حوله.
منجم الدويحي – السعودية
يتموقع منجم الدويحي في منطقة مكة المكرمة، حيث يشغله شركة “معادن” منذ عام 2016. يُنتج المنجم نحو 180 ألف أوقية سنويًا، بينما بلغ إنتاجه في عام 2023 حوالي 147 ألف أوقية. تُقدّر احتياطيات المنجم بنحو 1.9 مليون أوقية، ويتميز بمصنع معالجة بطاقة تصل إلى مليوني طن سنويًا، باستثمارات إجمالية تزيد عن 1.07 مليار دولار، مما يجعله واحدًا من أكبر مشاريع الذهب في المملكة.
منجم هساي – السودان
يعد منجم هساي من الكنوز المعدنية في السودان، حيث تم اكتشافه عام 1993 وقد بلغ إنتاجه حتى عام 2011 قرابة 2.3 مليون أوقية. يُقدَّر احتياطيه الحالي بحوالي 14 مليون طن بتركيز 2.4 غرام/طن. تدير المنجم شركة “أرياب” بالشراكة مع “لامانشا ريسورسز”، ويقع في منطقة غنية بالمعادن، مما يعزز دوره في دعم الاقتصاد الوطني وتنمية قطاع التعدين في السودان.
استشراف مستقبل التعدين في الوطن العربي
تُظهر هذه الأرقام القوية الإمكانات المعدنية الكبيرة التي يمتلكها العالم العربي في مجال الذهب، مما يفتح المجال لفرص اقتصادية جديدة ترتكز على التنقيب والتصنيع والتصدير. مع التوسع في استخدام الطاقة المتجددة وتبني التكنولوجيا المتطورة، يتعزز الاتجاه نحو استثمارات مستدامة، تسهم في تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على الموارد التقليدية كالنفظ.