ربيع المدخلي يكشف عن وفاة داعية سلفي بارز في السعودية

ربيع المدخلي ورمزية السلفية الجهادية

توفي ربيع بن هادي المدخلي، شخصية بارزة في التيار السلفي العابر للحدود، في 9 يوليو 2025 في المملكة العربية السعودية، عن عمر ناهز 93 عامًا. وقد أعلن ابنه عمر عن وفاته عبر منصة التواصل الاجتماعي “إكس”. ودُفن في المدينة المنورة، حيث حضر الآلاف من أنصاره جنازته في مقبرة البقيع المجاورة للمسجد النبوي الشريف. وُلد المدخلي في عام 1932 في أقصى الجنوب الغربي للمملكة، على الحدود مع اليمن، وأصبح اسمه مرادفاً لمدرسة المدخلية السلفية، التي تتميز بالتشدد العقائدي والولاء المطلق للأنظمة الحاكمة.

أهمية المدخلية السلفية

كان ربيع المدخلي يؤمن بأن معارضة الحكام تؤدي إلى الفتنة والانقسام، مما يجعل البيئة غير ملائمة لممارسة الدين. ولهذا، يعتبر توحيد الله وعبادته هو الأولوية الأساسية للمسلم، في حين أن مفاهيم العدالة الاجتماعية والحرية تُعتبر ثانوية. منذ الثمانينيات، اكتسبت المدخلية شعبية واسعة، حيث نجح المدخلي في استقطاب الشباب السلفي من خلال عناوين صريحة ومواقف قوية ضد المتصوفة والشيعة والجهاديين، رغم عدم تكفيرهم بشكل مباشر، مما أثار الكثير من الجدل. وقد استطاع أن يصل إلى جمهور واسع من خلال كتبه، وأشرطة الكاسيت، ومن ثم عبر الإنترنت.

عمل المدخلي على نشر السلفية عالميًا بدعم من الحكومة السعودية، حيث تلقى تعليمه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ليصبح أستاذًا في علوم الحديث. على الرغم من ارتباطه بكبار العلماء مثل عبد العزيز بن باز ومحمد بن عثيمين، إلا أنه تمكن من نشر تعاليمه بين العديد من الطلاب الأجانب، الذين ساهموا في تشكيل السلفية على المستوى الدولي. بينما أصبح مقبولًا بسبب موقفه المتشدد تجاه محاولات تسييس السلفية، إلا أنه منذ عام 2015، بدأت المملكة في تحجيم السلفيين بشكل عام، مما أدى إلى تهميش المدخلي وعزله عن النظام.

وعلى الرغم من التحديات التي واجهها، يبقى تأثير المدخلي مستمرًا في الساحة الإسلامية، ويشكل علامة فارقة في كتابة تاريخ السلفية الحديثة. كما أن ظهور حلفاء جدد مثل الإمارات العربية المتحدة في العقد الأخير سمح للمدخلية بإعادة تقييم علاقتها بالنظم السياسية، رغم التحديات المستمرة والمشاكل التي تواجهها الحركة في صعود القوى الإسلامية غير السلفية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *