سباق التكنولوجيا المتطورة: السعودية والإمارات والكويت وقطر تقودان ثورة المسيّرات في منطقة الخليج

سباق التكنولوجيا المتطورة: السعودية والإمارات والكويت وقطر تقودان ثورة المسيّرات في منطقة الخليج

سباق التسلح بالمسيّرات في الخليج

دخلت منطقة الخليج مرحلة جديدة من المنافسة في مجال التسلح، متصدرةً من قبل السعودية والإمارات وكلا من الكويت وقطر. حيث تتسارع الجهود لتطوير القدرات الدفاعية من خلال اقتناء طائرات مسيّرة متطورة، نقل التكنولوجيا، وتوطين الإنتاج المحلي. هذه الاستراتيجية ليست مجرد تحديث للقدرات العسكرية، بل تعكس رؤية استراتيجية تسعى إلى تقليل الاعتماد على الخارج وبناء صناعات دفاعية متكاملة.

وبحسب المعلومات المتاحة في قطاع الدفاع، تمت الإشارة إلى عقود بارزة مثل الاتفاقية التاريخية بين الرياض وشركة Baykar التركية لشراء طائرات Akinci، التي تمثل تمويلاً كبيرًا في تاريخ الصناعات الدفاعية التركية.

منافسة بين الدول الخليجية

يعتبر سباق التسلح في الخليج، الذي يقوده كل من السعودية والإمارات، مع ازدياد اهتمام الكويت وقطر، تحولًا استراتيجيًا يعيد تشكيل موازين القوى الإقليمية. من خلال الجمع بين الاستحواذ على معدات متطورة، نقل التكنولوجيا، وتعزيز خطوط الإنتاج المحلية، تسعى هذه الدول إلى تحقيق استقلال دفاعي، والانتقال من مستوردين إلى منتجين وربما إلى مصدّرين للتكنولوجيا العسكرية.

تتوسع السعودية بسرعة في قطاع الطائرات المسيّرة، مستندةً إلى رؤية 2030 التي تركز على الصناعات الدفاعية كجزء مركزي من التحول الاقتصادي. ومن بين إنجازاتها المهمة، توقيع عقد مع Baykar التركية لتوريد طائرات Akinci، وترخيص إنتاج طائرات SU-Karayel داخل المملكة، بالإضافة إلى تشغيل خطوط تجميع لطائرات Wing Loong II الصينية محليًا.

في الوقت ذاته، تتبنى الإمارات نهجًا يعتمد على المزيج بين التحالفات الدولية والتوطين الصناعي، حيث تتفاوض مع شركات مثل Elbit Systems للحصول على مسيّرات Hermes 900. كما تستمر في تعزيز قدراتها الدفاعية عبر استثمارات ضخمة، مما يجعلها مركزًا إقليميًا رئيسيًا في صناعة الطائرات المسيّرة.

أما الكويت وقطر، فقد انخرطتا هما الأخرى في هذا المجال، حيث استلمت الكويت دفعات من مسيّرات Bayraktar TB2، في حين أن قطر، التي سبقت الآخرين في اقتناء هذه الطائرات، تبحث عن فرص للتعاون مع شركات غربية وأوروبية لتطوير قدراتها.

تتلاقى جهود هذه الدول الأربعة عند ثلاث أهداف رئيسية: تعزيز القدرات العملياتية، تحقيق الاكتفاء الدفاعي، والنهوض بالصناعة الوطنية. مع تعزيز قدرات الدول الخليجية في هذا المجال، تفتح الآفاق لموازين جديدة في القوة الإقليمية وتعتبر فرصة لبناء تحالفات أكثر توازنًا تجني ثمارها على الصعيد الدولي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *