سجون السياسة: رحلة سوكسيس ماسرا من السلطة إلى المحاكمة

أصدرت محكمة في تشاد، يوم السبت، حكمًا بالسجن لمدة 20 عامًا على رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة، سوكسيس ماسرا، بعد إدانته بتهم تتعلق بخطاب الكراهية والتحريض على العنف والكراهية ضد الأجانب.
وأشارت محكمة نجامينا إلى أن ماسرا، الذي يعد من أبرز معارضي الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو، قد تم تحميله مسؤولية التحريض على أعمال العنف الطائفي التي أسفرت عن مقتل 42 شخصًا في 14 مايو.
أغلب ضحايا المذبحة كانوا من النساء والأطفال في بلدة مانداكاو، جنوب غرب تشاد، وفقًا لما أوردته المحكمة. وكان المدعي العام قد طالب خلال الجلسة السابقة بسجن المتهمين لمدة 25 عامًا.
علق محامي الدفاع، فرانسيس كادجيليمبايي، لوكالة فرانس برس، قائلاً: “موكلنا تعرض للإذلال”، مشيرًا إلى أن الحكم تم بناءً على ملف فارغ وافتراضات دون وجود أدلة كافية. وأكد أن ما حدث يمثل استخداماً للمحاكم لأغراض سياسية.
تم اعتقال ماسرا في 16 مايو بتهم تشمل “التحريض على الكراهية والتمرد، وتشكيل عصابات مسلحة، والتواطؤ في القتل وإتلاف المقابر.” وقد مثل أمام المحكمة مع حوالي 70 شخصًا آخر متهمين بالمشاركة في عمليات القتل.
ينتمي ماسرا إلى مجموعة نجامباي العرقية، وهو من سكان جنوب تشاد حيث يحظى بشعبية كبيرة بين المسيحيين والوثنيين الذين يشعرون بالتهميش من قبل الحكومة في نجامينا.
خلال المحاكمة، أشار محامو ماسرا إلى عدم وجود أدلة ملموسة ضده، وذكروا أنه قام بإضراب عن الطعام في السجن استمر نحو شهر في يونيو الماضي.
تلقى ماسرا تدريبه كخبير اقتصادي في فرنسا والكاميرون، وكان معارضًا قويًا للسلطات قبل أن يتم تعيينه رئيسًا للوزراء قبل خمسة أشهر من الانتخابات الرئاسية، بعد توقيع اتفاق مصالحة مع ديبي.
شغل منصب رئيس الوزراء من يناير إلى مايو من العام الماضي، ونافس ديبي في انتخابات الرئاسة لعام 2024، حيث حصل على 18.5% من الأصوات بينما حصل ديبي على 61.3%، إلا أن ماسرا أعلن فوزه ورفض النتائج الرسمية.
تعليقات