
تطور قطاع الهيدروجين وتحقيق النجاح من خلال المشاريع المدروسة
تعتبر موجة إلغاء مشاريع الهيدروجين الكبيرة بمثابة علامة على التقدم وليس الفشل. حيث يشهد القطاع نضجًا ملحوظًا وهو يتخلص من المبادرات الطموحة التي لم تستند إلى أسس قوية، لتفسح المجال أمام مشاريع فعّالة ترتكز على الواقع وتسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية. رغم أن الطلب العالمي على الهيدروجين منخفض الكربون لا يزال محدودًا، حيث بلغ أقل من مليون طن في عام 2023، إلا أن الجهود القائمة تشير إلى تحولات إيجابية.
مشاريع الهيدروجين المستدامة
يمكن اعتبار مشروع يوري التابع لشركة إنجي في بيلبارا، غرب أستراليا، مثالًا على ذلك. حيث استكمل الميزات الأولية مع جهاز تحليل كهربائي بقدرة 10 ميجاوات مدعومًا بمصادر طاقة شمسية وبطاريات، مما سيساعد على إنتاج 640 طنًا من الهيدروجين المتجدد سنويًا. هذا النوع من المشاريع يتماشى بشكل واضح مع الطلب الصناعي الفعلي، مما يبرز ضرورة وجود بدائل منخفضة الكربون في العديد من القطاعات.
في أوروبا، تمثل مشاريع مثل خط أنابيب mosaHYc ولعبة H2Med/Barmar خطوات مهمة نحو إنشاء بنية تحتية لنقل الهيدروجين وبناء شبكة مشروطة بالقدرة على تلبية الطلب. وبغض النظر عن الأرقام، فإن ما يميز هذه المشاريع هو ارتباطها بالعمليات الصناعية القائمة، مما يمنحها جدوى اقتصادية قوية.
علاوة على ذلك، فإن الصناعات التي تعتمد على الهيدروجين تهدف إلى تحقيق تقليل كبير في الانبعاثات، وتحتاج إلى خيارات فعّالة وقابلة للتطبيق. فالهيدروجين الأخضر الناتج عن التحليل الكهربائي بديل مناسب عند استخدام مصادر الطاقة المتجددة، بينما يبقى الهيدروجين الأزرق خيارًا مجديًا في الظروف الاقتصادية المناسبة. هذا الوعي المتزايد بمسألة الجدوى الاقتصادية لدرجات الهيدروجين المختلفة يساهم في تحقيق تقدم حقيقي داخل القطاع.
تعد المشاريع الحالية أكثر دقة واستدامة من تلك التي فشلت سابقًا، وهي تتعامل مع متطلبات السوق وتستند إلى دراسات معمقة. مع تزايد دعم السياسات وتهيئة البنية التحتية، هناك دلالات واضحة على أن قطاع الهيدروجين يسير نحو توازن أفضل وأكبر فعالية، وهو ما يبرز الحاجة إلى أفكار مبتكرة أكثر من مجرد مشاريع ضخمة غير قابلة للتطبيق.