
في ظل الحرب المستمرة التي تلاحق سكان قطاع غزة، والتي أسفرت عن تدمير هائل وكارثة إنسانية لم تحدث من قبل، وغياب أي تحركات وطنية فلسطينية، أصدرت الهيئة العليا لشؤون العشائر في غزة نداءً عاجلاً ومؤثراً إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس. دعت فيه إلى إجراء لقاء وطني شامل في البلد الشقيق مصر تحت رعايتها.
أوضحت العشائر أن هذا النداء نابع من معاناة الشعب الغزي، الذي يعاني من ويلات القصف والحصار، حيث تُفقد الأرواح البريئة يومياً وتتحول البيوت إلى أنقاض، بينما تندثر أبسط مقومات الحياة. ومع تزايد عدد الشهداء والجرحى، أغلبهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى تفشي المجاعة والأوبئة، لم يعد هناك وقت للانتظار أو التردد.
في بيان يحمل نداءً للمساعد، قالت الهيئة: “من بين ركام بيوتنا وأشلاء أطفالنا، نتوجه إليكم، سيادة الرئيس، لنناشد فيكم الحس الوطني والمسؤولية التاريخية، وندعوكم باسم كل شهيد ووالدة مكلومة، إلى الدعوة لعقد لقاء وطني عاجل في القاهرة”.
وأكدت الهيئة أن هذا اللقاء يجب أن يضم جميع أطياف الشعب الفلسطيني دون استثناء، بهدف رئيسي وهو “بحث سبل وقف إطلاق النار وحصر ذرائع الاحتلال وإنهاء حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا”.
وأضافت الهيئة أن اللقاء يجب أن يتمكن من تشكيل وفد تفاوضي فلسطيني موحد. وأشارت إلى أنه لا عيب في التنازل للأخ في سبيل المصلحة العليا للوطن، بل هو عين الحكمة وواجب الوقت؛ فالتنازل من أجل وحدة الصف أشرف من أن نُضطر للتنازل للعدو.
كما أكدت الهيئة على ضرورة أن يكون اللقاء تحت رعاية جمهورية مصر العربية، التي قامت بدعم القضية الفلسطينية على مر التاريخ، وتعمل اليوم على جهود الوساطة لوقف العدوان.
في سياق ذلك، وجهت الهيئة نداءً خاصاً لمصر، للمساعدة في الضغط على كافة الأطراف للتوصل إلى اتفاق يوقف إطلاق النار، وينهي المعاناة في غزة.
وأكدت الهيئة على أن الدور المصري يضع على عاتق القاهرة مسؤولية كبيرة للتدخل بفاعلية لإنقاذ الفلسطينيين من هذه المأساة.
وأنهت الهيئة بيانها بالتأكيد على ضرورة الاستجابة السريعة، معتبرة أن كل لحظة تأخير تُفقد من أرواح الناس، مشددة على الحاجة الملحة للاجتماع بكلمة واحدة وقلب واحد في القاهرة، لصياغة أمل جديد لشعبنا في الحرية.
يعكس هذا النداء من الهيئة العليا لشؤون العشائر، التي تمثل جهات اجتماعية فاعلة في غزة، توافقاً شعبياً على أهمية تجاوز الانقسامات وتعزيز الجهود الوطنية لمواجهة العدوان، وتجديد الثقة بقدرة مصر على أن تكون راعية للمصالحة الفلسطينية.