غزة على حافة الانفجار: الأمن القومي المصري في صميم المواجهة المقبلة

التداعيات الأمنية والخطط الأميركية في غزة

بينما يطرح البيت الأبيض وصاية أميركية تمتد لعقد من الزمن على غزة، تزداد التساؤلات حول تأثير هذه المخططات على الأمن القومي المصري، وإمكانية أن تؤدي إلى مواجهة دبلوماسية أو حتى صدام سياسي مباشر. ومع التصعيد الميداني الأخير واغتيال أبو عبيدة، المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، تعكس الأوضاع المتغيرة في المنطقة تحولات جديدة قد تؤثر على جميع الأطراف المعنية.

الإجراءات الأمنية والتوتر الإقليمي

أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل أبو عبيدة في عملية مشتركة مع جهاز الشاباك، واستُخدم هذا الحدث كضربة نفسية وإعلامية للحركة. إذ اعتبر الخبير الاستراتيجي محمود محيي الدين أن استهداف أبو عبيدة هدف مركزي للأجهزة الأمنية الإسرائيلية من أجل إنهاء تأثير حماس الإعلامي. وقد أكد أن العملية تمثل خطوة في إطار استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إنهاء الصراع في غزة، حتى لو ارتفع ثمنها بعدد كبير من الخسائر في صفوف الجيش.
بالإضافة إلى ذلك، تتزايد الضغوط على غزة حيث تتجه المعركة نحو مرحلة نهائية تشتمل على دمار شامل وتجريد حماس من سلطتها. في ظل هذا البيئ، يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش قد بدأ بالفعل في تطبيق خطة “عربات جدعون 2″، التي تهدف إلى اجتياح غزة وتفكيك ما تبقى من بنية حماس.

التقرير الأميركي المُقدم يشير إلى أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب تسعى لوضع غزة تحت وصاية أميركية مباشرة، تهدف إلى إعادة تشكيل القطاع سعيًا لتحويله إلى وجهة سياحية ومركز استثماري. هذه الخطط تشمل تقديم خيارات لـ”التهجير الطوعي” للفلسطينيين، مما يعني مغادرتهم للقطاع مقابل تعويضات أو إعادة توطينهم في أماكن معينة. غير أن هذه الرؤية تثير الكثير من التساؤلات القانونية والسياسية حول إمكانية تنفيذها، في ظل غياب إطار دولي حقيقي يدعمها وقد يفتح جبهات جديدة من النزاع الإقليمي.

بينما تشتد الأوضاع الميدانية، يستمر الضغط الداخلي والخارجي على كل من حماس وإسرائيل، مما يزيد من تعقيد الصورة الحالية. القاهرة من جانبها ترفض أي اقتراحات بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، معتبرة أن ذلك يمس بأمنها القومي بشكل مباشر.

مصر، مع وضع حدود صارمة حول هذا الأمر، تسعى للبقاء كعامل استقرار في المنطقة، غير أن الضغوط الإقليمية والدولية قد تجعل من الأمور أكثر تعقيدًا مما يبدو. القاهرة تتمسك بموقفها ضد أي مشروع قد يؤدي إلى تدهور الوضع في غزة أو تحويلها إلى ساحة نفوذ أميركي. في الوقت الذي تسير فيه الأحداث نحو تصعيد محتمل، يبقى الموقف المصري حجر عثرة أمام أي تصور يهدف إلى التهجير، مما يجعل الأزمة مرشحة لأن تكون اختبارًا حقيقيًا لمعادلات القوة في المنطقة خلال السنوات المقبلة.