«فهد العمار: سيرة حياة فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود»

فهد بن عبد العزيز آل سعود

كان كتاب “التوحيد” إهداءً بمناسبة مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز – رحمه الله – حكم المملكة العربية السعودية. وفي هذا الوقت، نستذكر مرور عشرين عاماً على وفاته، ونرفع الدعوات لمغفرته وجزائه الأجر على ما قدمه لوطنه وللأمة العربية والإسلامية. أستعيد هنا مقالاً كتبتُه منذ عدة أعوام، والذي تم تضمينه في كتابي “حروف على دفتر الوطن”، وقد كان بعنوان “فهد العمار”. أود أن أشارككم، أيها القراء الأعزاء، مشاعري تجاه هذا القائد العظيم بمناسبة مرور عشرين عاماً على رحيله – غفر الله له ورحمه.

فهد الإنسان

فهد بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، مؤسس التعليم وباني النهضة الحديثة في المملكة، هو شخصية يصعب على أي مواطن أن يعبر عن حجم تأثيرها وعطاءها. لقد عاش الشعب السعودي في أمان وراحة تحت قيادته، مما يعتبر نعمة من المولى عز وجل، خاصة في ظلّ عصر الفهد الأمين. وكأحد أبناء هذا الوطن، أجد نفسي أمام هذه المناسبة، ونحن نحتفي بذكرى مرور عشرين عاماً على تولي الفهد العظيم مقاليد الحكم، محاولاً أن أقدم ما يعكس أهمية هذا الحدث في مسيرة نهضتنا وتاريخ بلادنا.

إن تاريخ بلادنا هو امتداد لملاحم عظيمة بدأت بخاتمة الرسالات السماوية – الرسالة المحمدية – وامتدت لتصل إلى البشرية جمعاء، تاركة بصمة واضحة في النهوض بالمفاهيم الإنسانية. لقد كانت دعوة التوحيد هي جوهر المسيرة، والعامل الرئيسي لوحدة صفوف المسلمين، وانتقل هذا العبء عبر الأزمان على أكتاف رجال وقع عليهم اختيار الله لحمل رسالتها. إن تاريخنا الحديث يشهد على الكفاح الذي بدأ بعبد العزيز، الذي وحّد شعب المملكة وبدأ رحلة الأمن والاستقرار.

أبناء الملك عبد العزيز، كانوا مثالاً ثابتًا على ترسيخ هذه المبادئ، وخصوصاً فهد الذي أرسى أساس هذا البناء التعليمي الحديث، حيث شغل أول وزارة للمعارف وساهم في تطوير مفهوم التعليم. ثم تولّى وزارة الداخلية، مما ساهم في تعزيز استقرار البلاد. لاحقاً، تولى منصب ولي العهد، حتى وصل إلى حكم المملكة ليقودها نحو الازدهار.

في العام الذي تولى فيه الملك فهد الحكم، كنت أقدم مجموعة “التوحيد” احتفاءً بمئوية تأسيس الدولة التي قادها الملك عبد العزيز. وها نحن اليوم نجمع بين ذكرى عشرين عاماً على تولي فهد مقاليد الحكم واحتفالنا بمسيرة طويلة من الإنجازات، حيث يتجلى التاريخ وحضاراته عبر أعمال فنية ومشاريع عظيمة نُفذت بسبب إيمان الملك فهد بالتقدم والازدهار. “كتاب التوحيد”، الذي يحمل في صفحاته قصص هذه الحضارات، يُفضل أن يكون هديةً تعكس اللحظات التاريخية لشعب عظيم. سيبقى فهد، إنساناً عُمّاراً في ذاكرة أمتنا، وفي قلوبنا، وعلامةً بارزة في حضارتنا على مر السنين.