قصة الوطن: حكايات تجسد الهوية والانتماء

نجاح رؤية 2030 في تطوير الثقافة السعودية

تحقق خلال السنوات الماضية تقدم واضح في تحقيق أهداف رؤية 2030، إذ تمكنت المملكة من تغيير ملامحها وإعادة ترتيب أولوياتها. كانت إحدى الركائز الأساسية لهذه الرؤية هي بناء مجتمع حيوي، يعمل على توفير الرفاهية والازدهار للمواطن، مما يعزز من ارتباطه بتراث بلاده العريق وهويته الثقافية المميزة. تجسد ذلك في العديد من البرامج التي أسست لها الرؤية، وركزت على أهمية المشهد الثقافي، حيث تم تحديد ثلاثة أهداف رئيسية، وهي تحويل “الثقافة” إلى نمط حياة يومية لكل مواطن، استثمار الثقافة في النمو الاقتصادي، وتعزيز موقع المملكة على الساحة الدولية.

تطور المشهد الفني الوطني

تحت هذه الأهداف، تم إطلاق النسخة الثانية من العرض الأدائي “ترحال” في محافظة الدرعية، حيث تم تجسيد “حكاية وطن” من خلال سرد بصري وموسيقي حي، يدمج بين عناصر الطبيعة والتقنيات المسرحية الحديثة. يقدم العرض تجربة فنية مبتكرة تسلط الضوء على التراث الوطني وتستكشف عمق الهوية السعودية، من خلال قصة مشوقة تعكس الإرث الثقافي والتاريخي للإنسان السعودي وقدرته على استغلال هذا الإرث في رسم صورة زاهية لمستقبل مشرق.

يعتبر عرض “ترحال” بمواصفاته الثقافية والفنية نقلة نوعية في مجال العروض المسرحية الوطنية، حيث تمزج الأسلوب الإبداعي بالمحتوى الثقافي والتكامل البصري بين الأداء المسرحي والتقنيات المعاصرة. يبرز هذا النجاح من خلال الاعتماد على عناصر مستوحاة من البيئة السعودية، بما في ذلك المناظر الطبيعية الخلابة، والتقنيات الضوئية الحديثة، وتصميم لوحات فنية مستلهمة من التراث الموسيقي والفنون الأدائية والأزياء التقليدية.

يُعزز نجاح “ترحال” من الانجازات التي قامت بها وزارة الثقافة، حيث يعكس التوجهات التي أعلنت عنها في مارس 2019، والتي تهدف لتطوير المشهد الثقافي في المملكة واستثمار هذا التطور لدعم الأثر الاجتماعي وتحسين مستويات جودة الحياة. تنطلق المبادرات من خلال الاعتماد على المثقفين والمبدعين، مع إقامة مشاريع تضمن التنوع والنمو المتوازي مع التنمية المجتمعية.