
تراجع الدولار الأميركي قبيل تقرير التضخم
شهد الدولار الأميركي تراجعًا طفيفًا اليوم الثلاثاء، مع اقتراب صدور التقرير الأخير عن التضخم الاستهلاكي في الولايات المتحدة، الذي قد يؤثر على توقعات الأسواق بشأن قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي للخفض المحتمل لأسعار الفائدة. في الساعة 04:15 صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي الأميركي (08:15 بتوقيت غرينتش)، سجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل مجموعة من ست عملات رئيسية، انخفاضًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 98.317، بعد أن شهد ارتفاعًا بنسبة 0.5% خلال الجلستين السابقتين.
ترقب بيانات التضخم في أميركا
يركز المستثمرون في سوق العملات بالكامل على بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي لشهر يوليو، والتي من المقرر الإعلان عنها لاحقًا اليوم، بحثًا عن مزيد من المؤشرات بشأن اتجاه أسعار الفائدة في أكبر اقتصاد عالمي. قراءة معتدلة بشأن ضغوط الأسعار قد تعزز التوقعات بشأن خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الشهر المقبل، بينما أي مؤشرات تدل على أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق ترامب تؤثر سلبًا على التضخم، قد تدفع البنك المركزي للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير. تأمل الأسواق أن يرتفع المعدل السنوي لمؤشر أسعار المستهلك إلى 2.8% مقارنة بـ 2.7% في يونيو، ليظل أعلى من هدف الفيدرالي المحدد بـ 2%.
أفاد محللو “آي إن جي” في مذكرة لهم أنه رغم وجود إعادة توازن للمراكز الاستثمارية قبل صدور البيانات، فإن قراءة أعلى من المتوقع ستعزز الدولار، حيث قد تدفع الأسواق لتخفيض توقعاتها لخفض الفائدة في سبتمبر إلى ما دون 20 نقطة أساس. وأضافوا: “مع ذلك، نرى أن بيانات سوق العمل تحمل تأثيرًا أكبر من التضخم، نظرًا للاتفاق العام على أن الصدمات الناتجة عن الرسوم الجمركية مؤقتة، بالإضافة إلى المراجعات الكبيرة لبيانات التوظيف الشهر الماضي.”
اليورو يتأثر بمحادثات السلام في أوكرانيا
في أوروبا، ارتفع سعر اليورو مقابل الدولار بنسبة ضئيلة ليصل إلى 1.1618، قبيل صدور مؤشر “زد إي دبليو” لثقة الاقتصاد الألماني لشهر أغسطس، والذي من المتوقع أن يوفر دلالات حول صحة أكبر اقتصاد في منطقة اليورو. كما سيتأثر اليورو بالأخبار المتعلقة بالقمة المزمع عقدها يوم الجمعة بين الرئيسين الروسي والأميركي، لمناقشة الأسس الممكنة لوقف القتال في أوكرانيا.
توقع “آي إن جي” أن تدفع بيانات التضخم الأميركية، التي تصدر اليوم، سعر اليورو/دولار للهبوط مجددًا دون مستوى 1.16، مع وجود مخاطر بالنزول لاختبار دعم عند 1.150، إذا لم تسفر قمة بوتين-ترامب عن نتائج إيجابية.
الجنيه الإسترليني يشهد ارتفاعًا بعد بيانات الوظائف
سجل الجنيه الإسترليني ارتفاعًا مقابل الدولار بنسبة 0.1%، ليصل إلى 1.3451، بعد أن أظهرت البيانات أن معدل البطالة في المملكة المتحدة استقر عند 4.7% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو، وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2021. في حين استمر نمو الأجور، باستثناء المكافآت، عند 5.0% على أساس سنوي. ورغم ضعف سوق العمل مقارنة ببدء العام الحالي وأقل صلابة مقارنة مع اقتصادات كبرى أخرى، لم تظهر حتى الآن إشارات تدفع بنك إنجلترا إلى تسريع إجراءات خفض الفائدة.
استقرار اليوان الصيني بعد تمديد الاتفاق التجاري مع واشنطن
في سياق آخر، شهدت أسعار الدولار/يوان ارتفاعًا طفيفًا ليصل إلى 7.1897، مع تغير طفيف بعد اتفاق الصين والولايات المتحدة على تمديد فترة الـ90 يومًا قبل فرض رسوم إضافية على السلع المستوردة من كلا الجانبين. ساعدت هذه الخطوة في تخفيف المخاوف في الأسواق من تدهور العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وأبقت الرسوم الجمركية بين الدولتين عند مستويات منخفضة نسبيًا، مما يعزز الآمال بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري دائم.
كما ارتفع الدولار أمام الين الياباني بنسبة 0.1% ليصل إلى 148.33، في وقت تراجع فيه الدولار الأسترالي مقابل الأميركي بنسبة 0.2% ليصل إلى 0.6503، بعد أن خفض بنك الاحتياطي الأسترالي سعر الفائدة الأساسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.60%، تماشيًا مع توقعات السوق، في خطوة تمثل الخفض الثالث على التوالي هذا العام بعد بدء البنك دورة التيسير النقدي في الربع الأول.