فيضان نهر النيل الأخير أثار حالة من القلق والخوف في محافظتي المنوفية والبحيرة، بعد الارتفاع الملحوظ في منسوب المياه خلال الأسابيع الماضية، وتسبب الفيضان في غرق عدد من المنازل وتلف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في المنوفية، مما أثار الذعر بين السكان المحليين، وخاصة أصحاب الأراضي الزراعية والمنازل القريبة من مجرى النهر.
تحذيرات الحكومة المصرية من ارتفاع منسوب المياه
حذر رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، من استمرار ارتفاع منسوب المياه حتى نهاية شهر أكتوبر، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في أوائل أكتوبر، ودعا إلى إخلاء الأراضي والمنازل الواقعة في نطاق طرح النهر، خاصة في المحافظات التي تشهد تعديات بالبناء المخالف، كما أصدرت السلطات المحلية في محافظة المنوفية بيانًا عاجلًا للسكان والمزارعين على ضفاف النيل، تحثهم على إخلاء المناطق المهددة بالغرق بشكل فوري.
إزالة التعديات على مجرى النيل ضرورة ملحة
ناشد وكيل وزارة الري بالمنيا، المهندس مجدي إبراهيم، المواطنين المتواجدين في أراضي طرح النهر بضرورة الإسراع في إزالة التعديات التي قاموا بها على مجرى نهر النيل، سواء كانت زراعات أو مباني، لتجنب مخاطر الفيضان، وقد أكد محافظ المنيا، اللواء عماد كدواني، على ضرورة استعداد مديرية الري وإدارة حماية النيل لمواجهة ارتفاع منسوب المياه واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الممتلكات والمواطنين.
اتهامات متبادلة حول أسباب الفيضان
اتهمت وزارة الموارد المائية المصرية إثيوبيا بالتسبب في تدهور الأوضاع نتيجة “تصرفات أحادية متهورة” في إدارة سد النهضة، مؤكدة أن هذه التصرفات “مخالفة للقانون الدولي” وتمثل تهديدًا لأمن دول المصب، وأوضحت الوزارة أنه كان يجب على أديس أبابا تخزين المياه تدريجيًا منذ شهر يوليو الماضي ثم تصريفها بنظام، بدلًا من عملية التفريغ المفاجئ التي تسببت في الفيضان، في المقابل، نفت الحكومة الإثيوبية هذه الاتهامات، مؤكدة أن السد ساهم في تنظيم التدفقات المائية وتقليل المخاطر.
تأثير الفيضانات على السودان
لم تقتصر تداعيات ارتفاع منسوب النيل على مصر، بل امتدت لتشمل السودان، حيث اجتاحت الفيضانات مناطق واسعة، مما أدى إلى تدمير العديد من المنازل والأراضي الزراعية، وارتفع منسوب النيل الأبيض، مما تسبب في غمر مناطق جنوب الخرطوم، مثل الشقيلاب.