
البدايات الوعدية في الدوري الإنكليزي
تعتبر البدايات أحياناً مؤشرات على مستقبل اللاعبين والفرق، رغم أنها لا تعد دائماً حاسمة. وقد حملت انطلاقة الدوري الإنكليزي هذا الموسم مفاجأتين بارزتين، كان بطلها فيديريكو كييزا نجم ليفربول، والبرازيلي ريتشارليسون مهاجم توتنهام هوتسبير.
البدايات المثيرة للجدل
تمكن الثنائي من جذب الأنظار في الجولة الأولى، حيث ساهم كل منهما في إنقاذ فريقه من فقدان نقاط مبكرة. سجل كييزا هدفاً حاسماً أمام بورنموث، ممهداً الطريق لفوز ليفربول 4-2، بينما قاد ريتشارليسون توتنهام لفوز كبير على بيرنلي بثلاثية نظيفة، مُسجلاً هدفين ليؤكد استعداده للموسم الجديد.
يعيد أداء الثنائي المميز إلى الأذهان الانتقادات التي تعرضا لها، والمطالبات بالتخلص منهما. فقد كان كييزا بمثابة استثمار خضعت لجودته اختبارات صعبة، إذ تعرض لإصابات متكررة منذ أن انتقل من جوفنتوس إلى ليفربول في صفقة ضخمة بقيمة 100 مليون يورو. ذلك أدى إلى انتقاداته الواسعة، لكن لمسته الأولى في الموسم أثبتت مدى إمكانياته الفنية الكبيرة، مثل السرعة وقدرته على التوغل والتحرك في المساحات، خاصة بالتعاون مع محمد صلاح، مما يجعله عنصراً أساسياً في رؤية المدرب آرني سلوت، في ظل تغييرات شكل الهجوم.
أما ريتشارليسون، فقد عانى أيضاً من مستويات متذبذبة وإصابات متعددة منذ انضمامه لتوتنهام، مما دعا كثيرين للمطالبة برحيله. لكن انطلاقته القوية هذا الموسم، بدءاً من مباراة السوبر الأوروبي ضد باريس سان جيرمان ومباراة بيرنلي، أظهرت تحسناً في أدائه البدني وحاسته التهديفية مجددًا، بفضل الصفقات الجديدة التي زادت من عمق الهجوم.
يعكس تألق كييزا وريتشارليسون في المرحلة الأولى من الدوري الإنجليزي رسالة قوية للمشككين، ويؤكد أن الرهان عليهما قد يكون مفيداً كما يشير بعض. الطريق لا يزال طويلاً، والتحديات كثيرة، لكن إذا استمر الثنائي في أداءهما وتجنب الإصابة، فقد يكون هذا الموسم فصلاً جديداً في تاريخهما الكروي داخل الـ”بريميرليغ”.