
الدوري الإسباني ومباريات خارج الحدود
أعلنت رابطة الدوري الإسباني عن موافقتها على إقامة مباراة بين فريقي برشلونة وفياريال في مدينة ميامي الأمريكية خلال ديسمبر المقبل. جاء هذا القرار بعد تغير موقف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فيما يتعلق بإمكانية إقامة المباريات المحلية خارج الحدود. تُمثل هذه الخطوة تطورًا في نهج تنظيم الفعاليات الرياضية، مما يعكس رغبة الأندية في استغلال الأسواق والإمكانيات الجديدة المتاحة في العالم.
السمعة العالمية للدوريات الرياضية
وفقًا لصحيفة “ذا صن” البريطانية، قد يؤدي هذا القرار إلى فتح المجال أمام دوريات أخرى لتبني نفس الفكرة، لكن في المقابل، أبدى مسؤولو الدوري الإنجليزي الممتاز “البريميير ليغ” عدم وجود أي نية أو خطة للسير على نفس النهج. حيث أكد الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي، ريتشارد ماسترز، في تصريحاته المتكررة أن الدوري هو “مسابقة محلية تُقام في المملكة المتحدة”، مشدداً على أن هذه الاستراتيجية ليست ضمن خططهم الحالية.
لقد نجح الدوري الإنجليزي في تحقيق نمو عالمي متميز بفضل شراكاته الإعلامية القوية والتقنيات الرقمية والتواصل مع الجماهير بواسطة الفعاليات الخارجية مثل “السلسلة الصيفية”. يشعر القائمون على الدوري بالسعادة تجاه ما حققوه في المملكة المتحدة ويؤكدون أنهم لن يغيروا ذلك. تُظهر هذه المواقف كيفية اختلاف استراتيجيات الدوريات الكروية حول العالم، بشكل يتماشى مع ثقافات وأسواق كل دوري.
وفي الوقت نفسه، يتطلع الدوري الإسباني إلى الاستفادة من الفرص الجديدة، مما يساهم في تعزيز العلامة التجارية للأندية والمنافسات. الاستثمار في أسواق جديدة مثل الولايات المتحدة يوفر للأندية فرصة لتوسيع قاعدة جماهيرها وزيادة العوائد المالية. كما أن إقامة مباريات في مدن رئيسية عالمياً يمكن أن يعزز من تجربة المشجعين ويوفر لهم فرصًا فريدة لمتابعة فرقهم المفضلة.
في النهاية، يتعين على الدوريات أن توازن بين الحفاظ على تقاليدها ومتطلبات الجمهور الحديث، وهو ما قد يساعد أيضًا في الابتكار ومواكبة التطورات العالمية. يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه التحولات ستفتح بابًا لبقية الدوريات لاستكشاف خيارات مشابهة أم أن كل دوري سينتهج طريقه الخاص.